كشف مثول عدد من المتهمين بالإرهاب أمام المحكمة الجزائية المتخصصة عن تطور الفكر الإرهابي، ففي الوقت الذي استخدمت فيه الطائرة لتنفيذ عمليات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، عاد الإرهابيون لاستخدام الخيول لضرب مصالح أميركا في المنطقة، إذ ذكر ممثل الادعاء العام أمس أمام المحكمة الجزائية، أن أحد المتهمين ضمن تسعة آخرين مثلوا أمام القضاء في قضية 41 عنصراً في التنظيم، اشترى حصانين لاستخدامها في تنفيذ عملية إرهابية تستهدف مصالح أميركية في قطر، وكشف عن تورط أشخاص من الجنسية القطرية في تنفيذ العملية. وأوضح الادعاء العام أن المتهم رقم 23 بايع زعيم التنظيم وهو سعودي الجنسية، وأمير خلية إرهابية في قطر وهو قطري الجنسية على المشاركة في تنفيذ العملية ضد مصالح أميركية هناك، إذ اشترى حصانين بناء على طلب زعيم التنظيم من أجل التدرب عليها استعداداً لتنفيذ العملية الإرهابية في قطر، مشيراً إلى معرفته بالعملية وعدد الأشخاص المتورطين من الجنسية القطرية، وطريق تهريب الأسلحة من السعودية إلى قطر. وأضاف: «طلب من شقيق المتهم الرابع في القضية، زيارة شقيقه في السجن، والحصول على أرقام الخلية الإرهابية وهم من الجنسية القطرية، للتواصل معهم لتنفيذ العملية الإرهابية في قطر». وقال ممثل الادعاء العام أن المتهم رقم 26 استطاع تهريب 67 سعودياً و3 يمنيين، وذلك بعد انضمامه إلى عصابة في سورية تعمل على تنسيق دخول المجندين إلى العراق للمشاركة في القتال، كما تمكن من الدخول إلى العراق مرة أخرى لغرض الترتيب مع المهربين العراقيين لدخول المجندين، مستخدماً عصابة تعمل على تهريب السجائر والبنزين، لتسهل له المهمة. وأشارت لائحة الادعاء العام إلى أن المقاتلين في تنظيم «القاعدة» في العراق، كلفوا المتهم رقم 22 الذي عاد في حينها من العراق إلى المملكة، بإيجاد ممر بري على الحدود السعودية – العراقية، واستدراج شبان إلى العراق للمشاركة في القتال، من دون أن يقوم في زيارة ذويه خلال تواجده في المملكة، ولفت إلى أن هذه التوجيهات تلقاها من نائب أمير الأنبار في تنظيم «القاعدة» وكنيته (أبو أسامة)، وذلك عقب مبايعته لزعيم التنظيم في العراق أبو مصعب الزرقاوي وانضمامه إلى اللجنة الشرعية في بلاد الرافدين. وأضاف: «أبلغ أحد عناصر التنظيم في العراق وكنيته أبو دجانة في اتصال هاتفي من موقعه في المملكة، إلغاء إحداثيات ممر التهريب الحدودي بين البلدين، الذي عمل على توفيره، وذلك بعد أن قبضت الجهات الأمنية على المتهم الثامن، ووعده بتوفير احداثيات جديدة لممر حدودي آخر». ولفت ممثل الادعاء خلال تلاوته اللائحة إلى أن المتهم رقم 25 استخرج بطاقة يمنية مزورة تمكن زعيم التنظيم من الحصول على جواز سفر، كي يستطيع السفر إلى العراق للمشاركة في القتال كونه مطلوباً أمنياً في السعودية، إذ استقبل زعيمهم (المتهم الأول) في مدينة الطائف، وقام بتصويره وهو يرتدي الزي اليمني. وأضاف: «تمكن المتهم 25 من السفر إلى اليمن بعد تزوير بطاقة زميله، وحصل على جواز سفر يمني في مقابل تسلمه من زعيم التنظيم مبلغ 1500 ريال، وسعى الأول إلى تنسيق خروج بعض المجندين في جدة إلى العراق، ومرافقتهم إلى المطار، وسلمهم هواتف المنسق في سورية لكي يرتب عمليه دخولهم إلى العراق، فيما فرط المتهم رقم 24 في جواز سفره السعودي، وسلمه إلى أحد المنسقين في سورية». ولفتت اللائحة إلى أن المتهمين (21 و30) التحقا بمعسكر أبو بكر الصديق في باكستان، والذي يشرف عليه تنظيم «القاعدة»، وتلقيا دورة تدريبية على القتال وفنونه والسلاح والطبوغرافيا، فيما انضم المتهم رقم 30 إلى معسكر الفاروق وتدرب على الأسلحة والقنابل، وحصل على دورة في الطبوغرافيا، وحينما عاد إلى المملكة، تسلل إلى العراق بواسطة دراجة نارية عبر الحدود البرية بين البلدين. وأضاف: «استضاف المتهم رقم 30 مطلوبين أمنياً على قائمة ال36 في الخارج ، وهم: نور محمد أحمد وفهد المحياني وأبو ناصر التشادي، في منزل شقيقه، وانضم إلى التنظيم في العراق بقيادة أبي مصعب الزرقاوي». وسلم قاضي الجلسة، نسخة من التهم لكل من المتهمين للرد عليها، وطلبوا مهلة ليتمكنوا من إعداد ردودهم في الجلسات القادمة، التي سيتم الاتفاق على موعدها بعد موسم الحج المقبل، فيما طلب المتهمين (21 و28) من وزارة العدل تكليف محامين للدفاع عنهما، فيما طالب سبعة متهمين عدم حضور وسائل الإعلام الجلسة.