تحفظت الجهات الأمنية في جدة على شاب عربي فيما لا يزال البحث جاريا عن آخر، عمدا إلى انتحال صفة رجال البحث الجنائي وسرقا عدة منازل لمقيمين ومتخلفين من جنسيات مختلفة تحت تهديد السلاح. واستخدم الثنائي اللهجة السعودية وتسلح أحدهما بمسدس وجهاز لاسلكي يصدر أصواتا من فترة إلى أخرى، ما ساهم في إيهام العديد من الضحايا أنهما يتبعان لجهة أمنية، ما مكنهما من استهداف عدة منازل تخص مقيمين ومجهولين، والعمل على احتجازهم وتفتيش الغرف رأسا على عقب بغرض سرقة ما لديهم من نقود وإقامات وأجهزة كهربائية، بحجة مخالفتهم لنظام الإقامة والعمل. الضحايا بدورهم حجموا عن إبلاغ الجهات الأمنية بالسرقات وفضلوا الصمت خوفا من المساءلة، أو عودة الثنائي للإضرار بهم. حظ اللصين العاثر ساهم في إسقاطهما، بعد أن دهما مسكنا للعمالة المصرية، وشرعا في احتجازهم وتفتيش المنزل، ومن ثم سرقا أجهرة للهواتف النقالة وأموالا من فئات مختلفة، ولحظة خروجهما من المسكن تصادفا مع أشخاص مجهولين من جنسية صومالية استوقفاهما وسرقا منهم مبلغا ماليا تجاوز ال 15 ألفا، بالإضافة إلى أجهزة جوال، وتمكن مجهول صومالي من السيطرة على أحد اللصوص «الذي يحمل السلاح الناري»، وجرده من المسدس بمعاونة زملائه، ليفر اللص الآخر من الموقع تاركا شريكه في قبضة الضحايا الذين بدورهم اقتادوه إلى مركز شرطة الجنوبية. وفتح رجال الأمن ملفات التحقيق بمتابعة من مدير المركز، وأقر اللص الموقوف بتشكيل ثنائي للسرقة من خلال انتحال صفة رجال الأمن، وأكد أن السلاح المستخدم في عمليات السطو تم توفيره من قبل شريكه الهارب. من جهته، أكد الناطق الإعلامي لشرطة جدة العميد مسفر الجعيد أن أحد الجناة مودع الحجز على ذمة القضية، فيما لا يزال البحث مستمرا عن الشريك الهارب، وقال «التحقيق سيسعى للكشف عن كافة السرقات المماثة للأسلوب الإجرامي الذي انتهجاه»، مشددا على ضرورة طلب المواطن أو المقيم الهوية الشخصية لرجال الأمن، وليعي الجميع أن رجال الأمن يحملون بطاقات للتعريف بهويتهم، الأمر الذي يحبط مخططات ضعاف النفوس في تنفيذ جرائمهم.