انقسم اليمنيون كعادتهم في كل جمعة بين مؤيد للنظام ومعارض له، فالمعارضون أحيوا جمعة "اصبروا وصابروا ورابطوا"، فيما أحيا الحزب الحاكم وأنصاره "جمعة الإخلاص". ففي ساحة السبعين كرس خطيب جامع الصالح خطبتي الجمعة لشن هجوم حاد على حزب التجمع اليمني للإصلاح وقياداته التنظيمية، متهما إياه ب"تزعم المؤامرة الانقلابية الهادفة إلى إسقاط النظام القائم والاستحواذ القسري على السلطة عبر الالتفاف على الشرعية الدستورية القائمة". وهاجم خطيب جامع الصالح، الداعية الإسلامي الشيخ عبدالمجيد الزنداني، عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح واصفا إياه ب"الفاسد والشحاذ"، وقال: إنه جمع أموالا طائلة من وراء استغلال الدين كواجهة للإثراء غير المشروع، كما اتهمه بتكريس جامعة الإيمان لتدريس العلوم الشرعية والفقهية التي يرأس مجلس ِأمنائها لجمع التبرعات واستجداء المعونات الخارجية، كما وصف قيادات الحزب الإسلامي البارزة كمحمد اليدومي، رئيس الحزب والشيخ ياسين عبدالعزيز، وهو أحد المرجعيات الدينية في حزب الإصلاح ب"الحاخامات". ولم ينج الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس المجمع الإسلامي العالمي من اتهامات الخطيب، حيث وصفه ب"الدجال الذي يخرج من جزيرة العرب"، متهما قناة الجزيرة بأنها "صنيعة الصهيونية العالمية" كونها تمول من "مصادر تمويل مشبوهة" على حد تعبيره. ووصف الخطيب عائلة الشيخ الأحمر التي تتزعم اتحاد قبائل حاشد الموالي ب"الشراكسة"، معتبرا أن تهاون الرئيس صالح في التعامل معهم هو من جعلهم يبادرون إلى الاستقواء على الدولة بالقبيلة. وعقب أداء صلاة الجمعة توجه أنصار الحزب الحاكم إلى ساحة العروض بميدان السبعين لتدشين فعالياتهم الأسبوعية التي تصدرتها شعارات وهتافات من قبيل "يا الله يا الله احفظ علي عبدالله" و"الشعب يريد علي عبدالله صالح" وغيرها من الشعارات التي يرددونها في كل جمعة. وقالت مصادر رسمية: إن المهرجانات والمسيرات التي نظمها الحزب الحاكم وأنصاره دعت اليمنيين إلى نبذ الكراهية والعصبية والتحزب الأعمى، وأن يجعلوا من شهر رمضان المبارك فرصة لتهدئة النفوس وتنظيفها من الأحقاد والالتفاف حول القيادة السياسية الشرعية لليمن ممثلة بالرئيس علي عبدالله صالح لمواصلة البناء والتنمية، وإعمار ما دمره أعداء الوطن. أمنيا، استمر التوتر على حاله في المناطق القريبة من صنعاء، بعد يوم دام شهد مواجهات عنيفة بين قوات من الحرس الجمهوري الذي يقوده العميد أحمد، النجل الأكبر للرئيس صالح، واللواء الثالث مشاة جبلي الذي يقوده خالد، النجل الأصغر للرئيس، ورجال قبائل ينتمون إلى منطقة أرحب بمحافظة صنعاء، حيث أكدت مصادر مطلعة أن اشتباكات استمرت منذ مساء أول من أمس حتى صباح أمس، في محاولة من القبائل لاحتلال المعسكرات التابعة للحرس الجمهوري واللواء مشاة جبلي، حيث أكدت المصادر نفسها أن عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين. ونقل التلفزيون اليمني عن مسؤول عسكري في محافظة أرحب القول: إن 17 جنديا لقوا حتفهم، فيما أسقطت القوات ما لا يقل عن 23 قبليا. وكان مصدر عسكري مسؤول قال: إن مئات المسلحين من المليشيات التابعة للتجمع اليمني للإصلاح المعارض وعناصر خارجة عن القانون ومعها عناصر إرهابية دفع بهم حزب الإصلاح وأحزاب اللقاء المشترك بقيادة الزنداني والقيادي الإصلاحي منصور الحنق، أقدموا على تنفيذ اعتداء غادر وجبان على قوات اللواء الثالث مشاة جبلي في مديرية أرحب محافظة صنعاء، بحسب البيان.