رمى أكثر من مليوني حاج الجمرات أمس بكل يسر وسهولة دون عناء بعد اكتمال الدور الرابع من جسر الجمرات الذي شكل منظومة من العمل المكتمل والضخم، بعدها طاف الحجيج بالبيت العتيق وتأدية نسكي الحلق أو التقصير والنحر. وقد وصلت جموع الحجيج إلى مشعر منى أمس بقلوب خاشعة مطمئنة تتبعهم قطرات من المطر الذي هطل أمس على منى الطاهرة بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في المشعر الحرام مزدلفة تحفهم عناية الله تعالى ورعايته وهم يعيشون الأجواء الإيمانية وسط خدمات متكاملة تحيطهم من كل جانب. وأكد قائد قوة الدفاع المدني بمنشأة الجمرات العميد زهير سيبيه أن تشغيل منشأة الجمرات بطوابقها الخمسة في حج هذا العام أسهم في تخفيف الأعباء التي كان يتحملها الحجاج أثناء أدائهم هذا النسك, كما ضاعف من قدرات قوة الدفاع المدني بالجمرات على أداء مهامها في تحقيق أمن وسلامة الحجيج. وأضاف سيبيه أن حجاج بيت الله الحرام بدؤوا رمي جمرة العقبة الأولى في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة بكل يسر وسهولة وقد تركز دخول الحجاج لمنشأة الجمرات في الساعات الأولى على الطابق الأرضي الذي شهد زيادة ملحوظة في أعداد الحجاج, ليتم توجيههم إلى بقية الطوابق من قبل دوريات الدفاع المدني المنتشرة في مداخل ومخارج المنشأة لتجنب الزحام وتوزيع الحجيج على الطوابق الخمسة، مشيراً إلى أنه لم يحدث أي مشكلات تذكر خلال رمي جمرة العقبة وهو ما يبعث على التفاؤل باستمرار هذه الأوضاع الممتازة في بقية أيام التشريق. وأشاد العميد سيبيه بمستوى التعاون بين جميع الجهات الحكومية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن بمنشأة الجمرات لتقديم الرعاية الصحية للحجاج الذين قد يتعرضون للإجهاد أو الإرهاق ومساعدة المعاقين وكبار السن، مشيراً إلى وجود وحدات الدفاع المدني على مدار الساعة وجاهزيتها للتعامل مع أي مشكلات لا قدر الله بما في ذلك الإسعافات الأولية وإخلاء المرضى والمصابين إلى مراكز الإخلاء الطبي الموجودة في جميع أنحاء المنشأة ونقل من تستدعي حالتهم إلى المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة. وكانت أمطار متوسطة إلى خفيفة قد هطلت أمس على مكةالمكرمة ومشعر منى مصحوبة بسحب رعدية على المرتفعات. وتوقعت مصلحة الأرصاد وحماية البيئة تواصل هطول الأمطار طوال أمس على المشاعر المقدسة. جعلها الله سقيا خير وبركة وعم بنفعها أرجاء البلاد