كشفت مصادر عاملة في سوق الحديد بالمملكة عن بوادر لعودة أزمة الحديد من جديد في الفترة المقبلة من هذا العام قد تسبب خسائر لتجار الحديد؛ بسبب عودة ارتفاع أسعاره عالميًا، فيما تنفى لجنة المقاولين الوطنية بمجلس الغرف السعودية، وتؤكد أن الحديد متوافر ولكن التجار يحاولون بث إشاعات في السوق بأنه سيرتفع لافتعال الطلب علية للتأثير على الكميات المتوفرة في السوق. وتدلل المصادر على توقعاتها بأن أسواق الحديد والصلب العالمية تأثرت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة من خلال عدة عوامل أهمها: النقص في الخامات الأولية للصناعة، وقلة العرض، وزيادة الطلب في مختلف الأسواق، مع ارتفاع في أسعار المواد الخام «الروماتيريل» في المصادر الطبيعية لبعض الدول كأستراليا والبرازيل والولايات المتحدةالأمريكية. وأوضحت أن نسبة كبيرة قد تصل إلى50 في المائة من مناجم الفحم وخام الحديد في استراليا أغلقت بسبب الفيضانات والكوارث خلال شهر يناير الماضي، وهي تحتاج لفترة غير بسيطة للعودة لمعدلات إنتاجها الطبيعية، الأمر الذي سبب شحًا شديدًا في الخامات وفي الالتزام بتوريد الكميات المتعاقد عليها، الأمر الذي تطور إلى عدم الاستقرار في الأسواق العالمية. وبيّن موزع لحديد سابك فادي محمد أن السبب الرئيسي لهذه المشكلة هو النقص الشديد في الخام الذي يكون أساس صناعة الحديد وارتفاع أسعار المتوفر من الخام بنسبة 70 في المائة من حوالي 500 دولار إلى 600 دولار تقريبًا للطن ما قد يجبر المصانع على اعتماد زياد في الأسعار كنتيجة مباشرة لارتفاع أسعار المواد الخام والنقص الذي تواجهه المصانع لتوفير المواد الخام لصناعة الحديد. وقال: بدأت فعليًا في السوق بوادر شح في بعض المقاسات، حيث تقل الكميات المتوفرة من مقاسات 10و12و20و25 مشيرًا إلى أن ما يحدث الآن لصناعة الحديد يؤكد أنه لم تعد سلعة محلية، وأنها مرتبطة بأسواق عالمية، وأضاف: منذ عام 2002 والسوق تشهد تغيرات سريعة نتيجة الأوضاع العالمية، حالها كحال الذهب وغيرها من السلع العالمية، مشيرًًا إلى أن عددًا من المؤثرات يكون سببًا في ارتفاع أسعار الحديد. وكان الرئيس التنفيذي لشركة سابك «محمد الماضي» ذكر في بيان سابق أن إنتاج الحديد في الشركة ارتفع بنسبة 17 بالمائة خلال الربع الأول من العام مع زيادة الطلب. وطالب خبراء ومقاولون بتكثيف مراقبة وزارة التجارة والصناعة السعودية لتخفيف تأثير تلك المدخلات على أسعار صناعة الحديد محليًا، خاصة في ظل الطلب وانتشار السوق السوداء وتلاعب المتاجرين بهذه السلع ببث الإشاعات؛ مما يوجد طلبًا عاليًا يساهم في ارتفاع الأسعار ونقص المعروض. وأكد عبدالله رضوان رئيس لجنة المقاولين الوطنية بمجلس الغرف السعودية أن الحديد متوفر ولكن التجار يحاولون بث إشاعات في السوق بأنه سيرتفع لافتعال طلب من المواطن البسيط ومن يرغب في البناء لتخزينه؛ مما يؤثر على الكميات المتوفرة في السوق. وطالب بتدخل وزارة التجارة عن طريق مراقبيها لنشر الوعي وتوعية الناس بعدم المضي وراء من يبثون الإشاعات ويخلقون سوقًا سوداء لاستغلال المواطن البسيط الذي يسعى لشراء كميات كبيرة لتخزينها؛ مما يؤثر على الأسعار والعرض، مؤكدًا أنهم كمقولين يشترون من المصانع بالأسعار الحقيقية دون مغالاة وبوفرة تامة. وتوقع رضوان أن تنتهي هذه الظاهرة مع توظيف الخمسمائة مراقب في وزارة التجارة؛ مما يوجد هيبة في السوق، ويمنع التجاوزات وتتبع مروجي الشائعات الذين يستغلون المواطنين في السوق السوداء. وأكد أن ارتفاع تكلفة إنتاج المواد الخام الموجودة في عدد من الدول في أمريكيا الجنوبية وإفريقيا وعدد من دول العالم، قد يتسبب في ارتفاع أسعار المواد الخام خلال الفترة المقبلة. وكانت أزمة قد شهدتها سوق الحديد في السعودية في الربع الأول من العام الماضي، أوجدت اضطرابات في السوق، بسبب وجود تسعيرات واحدة كانت لتجار التجزئة، والخاضعة لتداولات الأسواق العالمية، وتسعيرة لشركة «سابك».