سجلت أسعار الدواجن المبردة في أسواق المملكة العربية السعودية ارتفاعات جديدة خلال الفترة الأخيرة تتراوح بين 10 الى 15 في المئة، ما عزاه عاملون في قطاع الدواجن إلى زيادة أسعار الأعلاف بمعدلات كبيرة.وعزا نائب رئيس مجلس إدارة جمعية منتجي الدواجن بعسير عبدالله بن عائض بن صد، زيادة أسعار الدواجن المبردة في المملكة إلى عاملين رئيسيين، وهما ارتفاع اسعار مدخلات الأعلاف في الأسواق العالمية في ظل عدم رفع مخصص الاعانة الحكومية للأعلاف بما يتناسب مع حجم الزيادة، إذ وصل سعر طن العلف الى اكثر من 1500 ريال، ومن المتوقع ان يتجاوز 1700 ريال، متوقعاً ارتفاع سعر الدجاج الطازج زنة 1000 غرام الى 20 ريالاً خلال المرحلة المقبلة، في مقابل 15 ريالاً. وقال إن من الأسباب الارتفاع زيادة كلفة العمالة الفنية المدربة بسبب النمو الاقتصادي العالمي في البلدان المصدرة للعمالة المتخصصة، مشيراً إلى أن منتجي الدواجن في المملكة يمرون بظروف صعبة أثرت في هوامش الربح، كما كبدت البعض خسائر أدت الى إغلاق بعض المشاريع، ما أثر في النمو الإنتاجي للغذاء الوطني والذي أصبح لا يتناسب مع النمو السكاني وتحول العادات الغذائية الى اللحوم البيضاء. وطالب صد بإعادة صياغة استراتيجية وطنية لصناعة الدواجن في المملكة، تشمل دعماً حكومياً لهذه الصناعة، خصوصاً أن نسبة الاكتفاء الذاتي من الدواجن في المملكة تراجعت من 70 في المئة الى اقل من 45 في المئة. بدوره، شدد مدير المبيعات في إحدى شركات الدواجن (رفض ذكر اسمه) ان أسعار أعلاف الدواجن الرئيسية سجلت ارتفاعاً بلغ 50 في المئة في المتوسط خلال الفترة من شهر أيار (مايو) من العام الماضي إلى الشهر الماضي، ما أدى إلى ارتفاع سعر الدواجن بنسبة تصل لدى بعض الشركات الى 15 في المئة خلال تلك الفترة. واكد ان إن سعر طن الذرة الصفراء في الأسواق العالمية بلغ اكثر من 2800 دولار للطن بنسبة زيادة قدرها 85 في المئة، فيما ارتفع سعر منتج الفول والصويا إلى 1250 دولاراً بنسبة زيادة قدرها 50 في المئة خلال عام فقط. ويؤكد مسؤول التسويق في شركة الأخوين للدواجن عبدالحكيم الحميلي، أن رفع الأسعار سببه زيادة سعر الأعلاف عالمياً بمقدار الضعف، ما تسبب في عدم قدرة مشاريع الدواجن على تحمل تلك الارتفاعات من دون رفع الاسعار التي لا تضر بالمستهلك، حتى تستطيع تغطية تكاليف مختلف مشاريع الدواجن التي تعتمد على الاعلاف المستوردة. واعتبر أن أسعار الدواجن في المملكة تعتبر الأرخص مقارنة بالأسواق العالمية الأخرى، إذ ترتفع الاسعار في مختلف الأسواق العالمية بأكثر من 30 في المئة مقارنة بالمملكة، إذ يباع كيلو الدجاج المبرد بنحو 12.5 ريال في المملكة، ويزيد بأكثر من 30 في المئة في الأسواق الأخرى، نافياً ان تكون الزيادة باتفاق بين المنتجين. وذكر الحميلي ان هناك عوامل أخرى أسهمت في تلك الارتفاعات، من أهمها ارتفاع تكاليف الشحن والنقل بشكل كبير، إضافة الى ارتفاع تكاليف العمالة بشكل كبير، مشيراً إلى أن هناك عوامل أخرى تسببت في تكبد شركات الدواجن خسائر في إنتاجها بسبب تغير المناخ في العالم والذي ادى الى نفوق عدد كبير من منتجات الدواجن في مختلف المشاريع، وانخفاض الإخصاب لديها، إضافة الى ارتفاع اسعار الايجارات بنحو 100 في المئة، ما حمل الشركات مصاريف مضاعفة. وأكد الحميلي انه على رغم تلك العوامل الا ان شركات الدواجن في المملكة تسعى الى توفير منتجات الدواجن في الأسواق بجودة عالية، على رغم الطلب المرتفع من المستهلكين. من جهته، قال المواطن محمد القحطاني ان الزيادة الجديدة في اسعار الدواجن ترجع الى اتفاق الشركات المنتجة للدواجن المبردة على زيادة السعر بمقدار ريال إلى 1.5 ريال للحبة الواحدة منذ مطلع الشهر أيار (مايو) الماضي، ليصل سعر الدجاجة الواحدة بين 13.5 إلى 15 ريالاً، في مقابل 12.5 إلى 13.5 ريال للدجاجة زنة 1000 غرام. وأشار الى ان هذه الزيادة تسببت في رفع المطاعم المختلفة أسعارها ليتحمل بذلك المستهلك تلك الزيادات غير المبررة، لافتاً الى ان مشاريع الدواجن يتم دعمها من الدولة ما يجعل الكثير من المستهلكين تستغرب الأسباب الحقيقية لرفع الأسعار.