قطع برشلونة الاسباني أكثر من نصف الطريق نحو بلوغ النهائي للمرة السابعة في تاريخه بعدما تغلب على غريمه المحلي التقليدي ريال مدريد في معقله "سانتياغو برنابيو" بهدفين مقابل لا شي أمس (الاربعاء) في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.ويدين برشلونة بفوزه الثمين جداً إلى نجمه الارجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل الهدفين في الدقيقة 77 و87 في لقاء لعب خلاله ريال مدريد بعشرة لاعبين منذ الدقائق الاولى للشوط الثاني.وكانت مواجهة اليوم الثالثة بين الفريقين خلال 11 يوماً بعد أن تعادلا في الدوري المحلي بهدف لكل منهما، ثم فاز ريال بلقب الكأس بعد تغلبه على غريمه بهدف وحيد مقابل لاشي، بعد التمديد، وهما سيتواجهان (الثلثاء) المقبل للمرة الرابعة في غضون 18 يوماً حيث يبحث برشلونة عن الاستفادة من عاملي الارض والجمهور ومن الفوز الثمين الذي عاد به اليوم من مدريد لكي يبلغ النهائي للمرة السابعة (توج باللقب ثلاث مرات اعوام 1992 و2006 و2009)، فيما تبدو مهمة ريال، صاحب الرقم القياسي بعدد الالقاب التي وصلت تسعه، في التأهل الى النهائي للمرة الثالثة عشرة في تاريخه صعبة للغاية خصوصاً انه تلقى هزيمة مذلة في زيارته الاخيرة إلى "كامب نو" بخماسية نظيفة.وتقام مباراة الاياب الثلاثاء المقبل في "كامب نو" حيث الذي لم يفز ريال منذ 23 كانون الاول (ديسمبر) 2007.وهذه المرة الثالثة التي يتواجه فيها الغريمان التقليديان في المسابقة الاوروبية الأم بعد عام 1960 عندما فاز ريال في ذهاب واياب نصف النهائي بنتيجة واحدة 3-1 في طريقه الى لقبه الرابع، ثم كرر الأمر ذاته بعد 42 عاماً وفاز في ذهاب نصف النهائي 2-صفر في "كامب نو" قبل ان يتعادلا ايابا في "سانتياغو برنابيو" 1-1، في طريقه الى لقبه التاسع والاخير.وبدأ مدرب ريال مدريد البرتغالي جوزيه مورينيو الساعي إلى ان يكون أول مدرب يتوج باللقب مع ثلاثة فرق مختلفة بعد أن أحرزه سابقاً مع بورتو (2004) وانتر ميلان الايطالي (2010)، اللقاء كما كانت الحال في المواجهتين الاخيرتين بين الفريقين بهجوم متحفظ، إذ أبقى الفرنسي كريم بنزيمة والارجنتيني غونزالو هيغواين على مقاعد الاحتياط، معتمداَ على مواطنه كريستيانو رونالدو وبدعم من الارجنتيني الآخر انخيل دي ماريا.ولعب الفرنسي لاسانا ديارا أساسياً في خط الوسط بسبب اصابة الالماني سامي خضيرة، فيما غاب البرتغالي ريكاردو كارفاليو للايقاف فشغل راوول البيول مركز قلب الدفاع بينما لعب بيبي في وسط الملعب مجدداً.أما من ناحية النادي الكاتالوني، فاضطر المدرب جوسيب غوارديولا الى اشراك المالي سيدو كيتا اساسيا بسبب اصابة اندريس انييستا، فيما شارك القائد كارليس بويول أساسيا بعد تعافيه من الاصابة التي أبعدت البرازيليين ماكسويل وادريانو، ما أضطره إلى شغل مركز الظهير الأيسر فيما تولى الارجنتيني خافيير ماسكيرانو مهمة قلب الدفاع الى جانب جيرار بيكيه ومن امامهما سيرجيو بوسكيتس.ولم ترتق المواجهة الى المستوى المطلوب في الشوط الاول خصوصاً من صاحب الارض، في حين حصل الضيوف على فرصتين الاولى عبر دافيد فيا لكن محاولة هداف فالنسيا السابق مرت قريبة من القائم في الدقيقة العاشرة، والثانية عندما كسر تشافي هرنانديز مصيدة التسلل إثر تمريرة بينية متقنة من ميسي قبل أن يسدد نحو المرمى لكن الحارس ايكر كاسياس كان له بالمرصاد في الدقيقة 25.واتسم الشوط الاول بالعصبية حيث اضطر الحكم إلى ايقاف اللقاء بسبب "مناوشات" بين اللاعبين حملوها معهم إلى غرف الملابس حيث تعارك بعضهم في معمعة شملت الاداريين أيضاً وتسببت بطرد الحارس الثاني في برشلونة خوسيه مانويل بينتو.وفي بداية الشوط الثاني أجرى مورينيو تعديلاً على تشكيلته باخراج لاعب الوسط الالماني مسعود اوزيل الذي ترك مكانه للمهاجم التوغولي ايمانويل اديبايور في محاولة منه لتعزيز الناحية الهجومية بعدما عجز فريقه عن تهديد مرمى فيكتور فالديز في الشوط الاول.لكن الوضع لم يتغير كثيراً.وواصل ريال اعتماده على تكتيك التدخلات الخشنة، كما كانت الحال في نهائي الكأس، وسط السيطرة الميدانية لبرشلونة، ما تسبب بحصول سيرخيو راموس على انذار بعد تدخله على ميسي ما سيحرمه من المشاركة في لقاء الاياب.وتعقدت مهمة النادي الملكي عندما رفع الحكم الالماني ولفغانغ ستارك البطاقة الحمراء في وجه بيبي بعد خطأ على البرازيلي دانيال الفيش في الدقيقة 62، ليلعب ريال ناقصاً للمباراة الرابعة على التوالي امام غريمه التقليدي بعد ان طرد راموس في اللقاء الاول بينهما هذا الموسم، ثم البيول في الثاني ودي ماريا في نهائي الكأس، وهو الأمر الذي أثار حفيظة مورينيو ما تسبب بطرده ايضا من مقاعد الاحتياط في الدقيقة 63.وحاول برشلونة أن يستفيد من التفوق العددي وكان قريباً من افتتاح التسجيل عندما مرر تشافي الكرة إلى فيا الذي توغل بها في الجهة اليسرى قبل أن يسدد لكن كاسياس تدخل ببراعة ثم سقطت الكرة أمام بدرو الذي لعبها برأسه الى جانب القائم الايمن وذلك في الدقيقة 68.ونجح رجال غوارديولا في استثمار افضليته الميدانية والعددية لكي يخطفوا هدف التقدم عندما تلاعب الهولندي البديل ابراهيم افيلاي بالبرازيلي مارسيلو قبل ان يلعب كرة عرضية تلقفها ميسي واودعها شباك كاسياس في الدقيقة 77، ثم اضاف النجم الارجنتيني هدفه الحادي عشر في المسابقة هذا الموسم والثاني والخمسين في جميع المسابقات قبل ثلاث دقائق على نهاية الوقت الاصلي اثر مجهود فردي رائع حيث تلاعب بمدافعي ريال الواحد بعد الآخر قبل أن يضع الكرة بعيداً عن متناول الحارس كاسياس.