بدأت لجنة أثرية برئاسة أحمد الراوي، مدير عام مركز الوحدات الأثرية بمطار القاهرة، في فحص وتفتيش الطرود الخاصة برجل أعمال سعودي، والمرسلة له من شقيقته بمعرفة مصري يدعى محمود خليل أبوالفول، فني ألمونيوم، مقيم بعزبة الورد بالجيزة ويعمل وكيل مكتب شحن، والتي تم ضبطها مساء أمس السبت، بمعرفة سلطات جمارك قرية البضائع بمطار القاهرة بالتنسيق مع مباحث القرية، والبالغ عددها 100 طرد، داخل رسالة متعلقات شخصية وزنها نحو 3 أطنان "310 كيلوجرامات" إلى السعودية، وبتفتيشها عثر على مقتنيات أثرية وذهبية تخص رجل الأعمال المصري الهارب حسين سالم الذي كان مقرباً جداً من الرئيس السابق حسني مبارك. وشهد مطار القاهرة حالة ارتباك شديدة بعد اعتراض صاحب الطرود على التفتيش، الذي تم في عدم وجود مندوب عنه، وأيضاً عدم استدعاء مندوب من جانب السفارة السعودية بالقاهرة، ومندوب عن وزارة الخارجية المصرية، لحضور فتح الطرود وتفتيشها، وفقاً للبروتوكول وحسب القواعد الدبلوماسية المعمول بها. وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة، ل"المصري اليوم"، إن القوانين الدولية تنص على أنه من حق السلطات الجمركية، إيقاف شحن الطرود حتى لو كانت خاصة برجال أعمال عرب كبار، وتفتيشها دون الاستعانة بمندوب من وزارة الخارجية أو مندوب من السفارة السعودية، طالما لا يحمل مرسل الطرد أو مستقبله الصفة الدبلوماسية التي تحتم الاستعانة بمندوب من السفارة، إضافة إلى أن هناك قراراً سابقاً من المجلس العسكري بوضع كل الحقائب والطرود حتى الدبلوماسية على أجهزة الكشف، وفي حالة وجود أي شك في المحتويات يتم فتحها وتفتيشها، وذلك مطبق في الصالة ومبنى الركاب وقرية البضائع. وقالت المصادر نفسها، إن شقيقة رجل الأعمال السعودي ادعت أنها اشترت قصراً بمدينة 6 أكتوبر، من رجل الأعمال الهارب حسين سالم منذ 5 سنوات بمحتوياته التي تم ضبطها، وأنها قررت مغادرة القاهرة وبيع القصر، لذا قامت بشحن هذه المقتنيات للمملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أنه لا توجد أية علاقة لها من قريب أو بعيد برجل الأعمال حسين سالم. وتتضمن الطرود التي تم ضبطها 70 حقيبة و30 "كرتونة" تحتوي على تحف وأدوات مائدة فضية، وبعضها مطلية بالذهب، وتماثيل وأدوات مائدة مرسوم عليها صورة رجل الأعمال المصري الهارب للخارج "حسين سالم". وقد قام رجال الجمارك بقرية البضائع بفتح الطرود بعد اشتباههم في محتوياتها، وأوقفوا إجراءات تصديرها، واستدعوا الجهات الرقابية والأمن القومي وتم التحفظ عليها، ولم يتم السماح بتصديرها لحين فحصها وبيان مدى كونها آثاراً، لاسيما أنه يوجد بها تمثال ذهبي يزن 18 كيلو جراماً، و200 كيلو فضة وطردان بهما صور ل"حسين سالم". ويجري الآن جرد هذه الطرود على اعتبار أنها تثير العديد من الشكوك وعلامات الاستفهام، وقالت مصادر بالجمارك، إن شخصاً فلسطيني الجنسية يُدعى محمود خليل أبوفول، فني ألمونيوم ويعمل بالسفارة الفلسطينية بالقاهرة، هو الذي تولى تخليص إجراءات تصدير هذه الطرود، وأكدت شهادة التصدير الخاصة بالطرود، أنه تم استخراجها باسمه.