يرى محللون ان دول الخليج ستقف بحزم وحتى النهاية الى جانب الحكم في البحرين الذي يواجه حركة احتجاجية ، لمنع كرة النار من الدخول الى عقر دارها ما قد يشكل فوزا استراتيجيا للجار الشيعي الكبير ، ايران. وعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مساء امس في المنامة اجتماعا طارئا لتأكيد الدعم للبحرين "سياسيا وامنيا وعسكريا" ، بحسب ما افاد مصدر مسؤول في الخارجية البحرينية. وقال المحلل السعودي خالد الدخيل ان "دول الخليج لا تقبل بتغيير جذري في البحرين ، ومطلب الملكية الدستورية لا يمكن فرضه من دون تطور سياسي يأخذ وقته". واضاف ان "ذلك سيدخل النظام في حالة ارباك سياسي وامني يفتح الباب امام تدخلات خارجية ايرانية وغير ايرانية ، وهذا لا تقبل به دول الخليج والسعودية خصوصا". وتشهد البحرين منذ الاثنين تظاهرات احتجاجية يطغى عليها الطابع الشيعي تلبية لدعوة ناشطين على موقع فيسبوك من اجل المطالبة باصلاحات سياسية والافراج عن ناشطين شيعة و"وقف التجنيس السياسي". وسقط ستة قتلى خلال تفريق المتظاهرين بالقوة ، وصعد ناشطون ومتظاهرون لهجتهم الى حد المطالبة ب"اسقاط النظام". وقال الدخيل ان "المطالبات باسقاط النظام مستفزة جدا لدول الخليج ، وموقف المملكة سيكون الوقوف الى جانب النظام السياسي البحريني بقوة وهي لن تقبل ان يسقط النظام في البحرين". وحتى تغطية قناة الجزيرة التابعة لقطر تبدو غير متحمسة لدعم الحركة الاحتجاجية ، على عكس ما كانت عليه خلال الانتفاضتين في تونس ومصر ، ما يعكس بحسب المحللين حرص الدوحة في موضوع يتعلق بدولة شريكة في مجلس التعاون بالرغم من الماضي المتوتر بين البلدين. من جانبه ، قال المحلل السياسي المقيم في لندن عبدالوهاب بدرخان ان "اي تغيير في بلد خليجي سيفتح شهية الشعوب في الدول الخليجية الاخرى للتغيير وهذا ليس مقبولا بالنسبة للحكومات الخليجية في ظل جو عالمي وعربي متقبل ومترقب للتغيير". واضاف ان "الانظمة الخليجية تشعر بخطر ازاء اي احتجاج يطالب بتغيير نظام او حتى بتغيير دستوري فالوضع الاقليمي ، وخصوصا المشكلة مع ايران ، قد يبرر عدم الرضوخ الآن" لمطالب المحتجين. وتابع ان "دول الخليج قد تقول (ليس هذا الوقت لتقديم تنازلات على مستوى بنية الانظمة)". واعتبر انه من دون شك "ستقف دول الخليج حتى النهاية وكليا الى جانب النظام في البحرين ، فهو نقطة الضعف الذي يمكن ان تأتي منه المشاكل" ، خصوصا بسبب تركيبته الطائفية (غالبية شيعية) وثروته المحدودة. واللون الشيعي للاحتجاجات في البحرين يقلل من فرصها بالوصول الى نتيجة بحسب المحللين ، فبينما يرى بدرخان ان "احتجاج الفئة الواحدة لا يمكن ان يصل الى النهاية" ، يرى الدخيل "ان الشيعة في البحرين لا يجب ان يضعوا مطالبهم المشروعة في اطار شيعي بل في اطار وطني ليحققوا هذه المطالب". واعتبر انهم بذلك سيساهمون في "اخراج العامل الايراني من اللعبة".واذا كان من الممكن نظريا ان تنتقل الحركة الاحتجاجية في البحرين الى المناطق الشيعية في شرق السعودية بحسب الدخيل ، الا انها "لا تؤثر على استقرار النظام السياسي في المملكة".