: في سياق تدخلها المتواصل في الشؤون الداخلية لدول الخليج خاصة مملكة البحرين، بعثت إيران برسائل إلى الأممالمتحدة وهيئات دولية أخرى تطلب فيها "الإنهاء الفوري لكل تدخل عسكري أجنبي" في البحرين. وتتزامن هذه الرسائل التي بعث بها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي مع الذكرى الأولى الثلاثاء لاندلاع حركة احتجاج وأعمال شغب شيعية في مملكة البحرين، نجحت السلطات البحرينية في القضاء عليها بعد إعلان حالة السلامة الوطنية (الطوارئ) وتدخل قوات درع الجزيرة للمساعدة على إرساء الأمن واستقرار المملكة. وكان صالحي يشير إلى هذه القوات المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي وخصوصًا من السعودية، التي نشرت في البحرين في منتصف مارس 2011. وهذه الوحدات التي لا تزال في البحرين ساهمت في حماية المنشآت الحيوية، لكنها لم تشارك في القضاء على الحركة الاحتجاجية الشيعية، وإنما تركت الأمر للقوات البحرينية. وقال صالحي في هذه الرسائل: إن "استمرار القمع وانتهاك حقوق الإنسان وإرسال قوات عسكرية أجنبية لقمع المطالب الشعبية المشروعة (...) أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص منذ عام" على حد وصفه. وطالب الأسرة الدولية باستخدام "كل الوسائل لمنع الانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان من قبل الحكومة ووضع حد فوري لأي تدخل عسكري أجنبي في الشؤون الداخلية للبحرين". وقال صالحي: إن "الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السياسية هو فتح حوار عادل بين الشعب والحكومة في البحرين". وتتهم البحرين نظام الملالي في طهران بدعم الحركة الاحتجاجية الشيعية على أراضيها، ضمن ما وصف بأنه محاولة لقلب نظام الحكم في مملكة البحرين. وتشهد العلاقات بين المنامة وطهران توترًا شديدًا في ظل قيام إيران بدعم حركة الاحتجاج التي أطلقها شيعة البحرين في 14 فبراير2011، وقيام السلطات البحرينية بالقضاء على هذه الحركة الاحتجاجية. وهاجمت إيران بشدة دخول قوات من مجلس التعاون الخليجي إلى البحرين لدعم النظام في مواجهة الحركة الاحتجاجية. وقد استدعت إيران يوم الاثنين القائم بالأعمال البحريني للاحتجاج على ما وصفتها بالمظاهرات المعادية أمام السفارة الإيرانية في المنامة، تزامنًا مع الذكرى الأولى لاندلاع حركة الاحتجاج في البحرين. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان: إن إيران احتجت لدى القائم بالأعمال البحريني على تجمع عدد من الأشخاص "المعروفين" أمام سفارتها في المنامة مرددين شعارات معادية. وأضاف البيان أن المظاهرة "غير مقبولة"، وطلبت الوزارة من سلطات البحرين منع تكرار مثل هذه الأعمال. وقد فرقت قوات الأمن البحرينية يوم أمس الثلاثاء عدة مسيرات في العاصمة المنامة، وذكر شهود عيان أن الشرطة استخدمت قنابل الغاز المدمعة ضد المتظاهرين، مما أسفر عن وقوع إصابات في الجانبين لم تحدد أعدادهم، وكذلك اعتقالات، لكن دون أن يتأكد هذا الخبر من مصادر أخرى.