في الوقت الذي قللت فيه أمانة جدة من خطر تسربات سد التوفيق، إلا أن طمأنة المسؤولين فيما يبدو لم تجد لها آذانا صاغية بين سكان الحي الذين بادروا بالرحيل وترك منازلهم خوفا من تكرار كارثة السيول الأخيرة التي اجتاحت حي أم الخير، بل هددوا برفع شكوى لإمارة منطقة مكةالمكرمة قبل حدوث أية مكروه محتمل. وأمام ذلك أكد مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله الجداوي، أن تقرير الشركة المنفذة لمشروع سد التوفيق، أشار صراحة إلى سلامة السد ومتانته، وذكر أنه تم سحب المياه المتراكمة غرب السد، وما زال الدفاع المدني والشركة المنفذة والأمانة تراقب السد بشكل مستمر، كاشفا إيواء 5616 أسرة. من جانبه أوضح للصحيفة رئيس هئية المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب «أن وضع التسربات في السد الاحترازي في وادي العسلاء وسد حي التوفيق يدعو للقلق». وقال نواب : «لاشك أنها تحتاج لوقفة عاجلة لتفادي أي طارئ، ولايستطيع أحد التكهن بوجود مؤشرات على أن السدين أوشكا على الانهيار»، مبينا أن «ثباتهما رغم قوة السيول حتى اللحظة تدلل على صلابتهما، ولكن يتوجب البحث عن مسببات التسرب وعلاجها سريعا». في هذه الأثناء، أوضح المواطن حسن السلمي، الذي يسكن على بعد 500 متر عن سد التوفيق وجود مياه جوفية تنبع من بين جدران السد وظهرت بشكل جلي بعد شفط مياه السد في وقت سابق، وعادت مرة أخرى على الواجهة بعد هطول الأمطار الأخيرة، مشيرا إلى أنه وقف على التسربات والتصدعات في جدران السد، الأمر الذي ضاعف من مخاوف السكان وخشيتهم من أخطار محدقة تتربص بهم في أية لحظة ما لم يتم تداركها على حد قوله. واستطرد: بعض السكان قرروا الرحيل، وآخرون اختاروا السكن في الشقق المفروشة بصفة مؤقتة، خوفا من تكرار كارثة أم الخير، وتابع: «تقدمنا بعدة بلاغات إلى الأمانة، وأبدينا تخوفنا من وضع السد إلا أن المسؤولين قللوا من مخاوفنا باعتبار أن السد آمن ولا يشكل أية خطورة» وخلص إلى القول: «طالب السكان بسرعة سحب مياه البحيرة التي تشكلت بسبب الأمطار الأخيرة وإزالة السد، وتشييد مجرى للسيل بين الجبال التي تبعد ثماني كيلو مترات عن الحي».