أكد قادة دول شرق أفريقيا على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المملكة في ختام المنتدى السعودي الشرق أفريقي في أديس أبابا أمس . ونوه رئيس وزراء إثيوبيا ملس زينادي بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودعمه المستمر للاستثمار الزراعي في شرق إفريقيا. وأوضح في الجلسة الختامية للمنتدى أن هذه التظاهرة الاستثمارية تمثل بداية شراكة كبيرة لتحقيق منافع لجميع أطرافها. كما ثمن الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسياستها الإقليمية والدولية التي تهدف إلى الحفاظ على السلم والأمن وعدم التدخل في شؤون الغير. وبين جيلي في كلمته خلال الجلسة أن دول شرق إفريقيا وبقية دول السوق المشتركة لجنوب وشرق إفريقيا ( الكوميسا ) تشكل حوالي 400 مليون نسمة ويتطلعون إلى شراكة حقيقة مع المملكة التي تشكل بالنسبة لهم هدفاً اقتصادياً. من جانب آخر أشار الرئيس الصومالي الشيخ شريف الشيخ احمد في كلمته إلى الاهتمام البالغ الذي توليه المملكة لهذا المنتدى ورغبتها الأكيدة في تطوير اقتصاديات المنطقة وتشجيع رأس المال السعودي على الاستثمار فيها والتي من شأنها أن تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد. وأشاد الشيخ شريف بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رفع الحظر على استيراد المواشي واللحوم من الصومال مبينا أن بلاده تملك ثروة حيوانية تقدر ب 55 مليون رأس من الحيوانات الحية. وأوضح رئيس وزراء راوندا برنارد ماكوزا أن الملتقى الذي يجمع الحكومات ورجال الأعمال من المملكة وشرق إفريقيا خطوة كبرى للأمام لانتهاز الفرصة الاستثمارية الكبيرة لتحقيق منافع اقتصادية بين الجانبين. وقال نائب رئيس الوزراء وزير المالية الكيني اوهورو كينياتا \"إن المنتدى أول خطوة في الشراكة بين المملكة ودول شرق إفريقيا متوقعا أن يؤدي المنتدى إلى اتفاقات تمنع الازدواج الضريبي وتزيل الحواجز أمام التبادل التجاري وتشجع سن التشريعات اللازمة لتسهيل التجارة البينية. من جهته قال وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري في كلمته \"إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شدد على أهمية التعاون في التجارة والاستثمار بين المملكة وبلدان القارة الإفريقية , خصوصاً دول شرق إفريقيا , وذكر أن شرق إفريقيا منطقة مهمة بالنسبة إلى المملكة من الناحية الاقتصادية . وأوضح أن القطاع الخاص السعودي يتطلع للاستفادة من فرص الاستثمار في شرق إفريقيا في جميع المجالات وليس الزراعة وحدها حيث لدى المملكة البنية الأساسية الكفيلة بتحقيق ذلك \". من جانبه قال وزير التجارة والصناعة عبدالله احمد زينل \" إن هناك أزمتين غذائية ومالية وارتفاع أسعار الغذاء الناجم عن انخفاض الإنتاج والمخزون واستخدام المحاصيل في إنتاج الوقود الأمر الذي حرم العالم من تلك الأغذية , وأدى ذلك إلى ضبابية وأحيانا اضطرابات حضرية , ويجب أن لا يشهد العالم أزمة غذائية مماثلة\" . وأوضح أن المملكة ملتزمة بمكافحة الجوع وقال \" لسنا هنا لفرض حاجاتنا على السكان , بل للعمل معاً ومساندة بعضنا بعضا للتوصل إلى الحلول , ويجب إيجاد أسواق ولكن ليس على حساب المنتج المحلي \" مؤكداً تحقيق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الزراعية تقدماً ملموساً في إثيوبيا. وذكر أن تلك المبادرة تقوم على سبعة مبادئ إستراتيجية أبرزها , أن يتم اختيار البلدان المضيفة على الأساس الجغرافي , وأن القطاع الخاص السعودي هو المستثمر الأساسي , وتعهدت المملكة بدعمه وأن يخصص جزء من المنتجات الزراعية للأسواق المحلية وأن يعتمد آليات تكفل وصول المنتجات الزراعية للأسواق بأسعار مناسبة وأن يتم تمويل البنية الأساسية في بلدان الاستثمار الزراعي عن طريق الائتمان من صندوق التنمية السعودي , وأن تقدم المساعدة للمزارعين بتوفير التمويل اللازم للأسمدة والشتلات والخبرة الفنية والأسواق.