وعدت السعودية أثيوبيا ودول شرق أفريقيا بمساعدات كبيرة لتعزيز بنيتها الأساسية ودعم مشاريع الأمن الغذائي من خلال دعم المبادرات الدولية والإقليمية.وكان رئيس وزراء اثيوبيا ملس زيناوي افتتح في العاصمة أديس أبابا أمس، ما سمته صحفاً محلية عرساً سعودياً - أثيوبياً، في إشارة إلى الملتقى السعودي الشرق أفريقي الذي يصاحبه معرض ضخم لمنتجات الصناعات الزراعية والغذائية، بمشاركة مكثفة من جانب كبار وزراء الحكومة السعودية ومؤسساتها الاقتصادية والتمويلية ورجال الأعمال، إلى جانب رئيس الصومال ورئيس وزراء رواندا ونائب رئيس وزراء كينيا. وقال وزير المالية السعودية إبراهيم العساف الذي وقّع في أديس أبابا أول من أمس اتفاقاً مع نائب رئيس الوزراء وزير المالية الكيني أوهورو كينياتا لعلاج الأطفال والحروق بكلفة تبلغ 24 مليون ريال، إن الملتقى يكتسب أهمية خاصة، إذ هو الأول من نوعه في هذه الرقعة من العالم. وذكر أن دول شرق القارة السمراء تملك إمكانات اقتصادية واستثمارية عالية. وخلص إلى أن تطوير العلاقات الثنائية سيكون في مصلحة البلدين، مشدداً على أن بلدان شرق أفريقيا تعد سوقاً طبيعية للمنتجات السعودية. وأوضح العساف أنه وقّع اتفاقاً مع نظيره الكيني لتمويل مركز طبي لعلاج الأطفال والحروق، مشيراً إلى أن المركز سيخدم الإقليم بأسره وليس كينيا وحدها. وذكر أن هناك وسائل عدة لضمان حماية الاستثمارات السعودية في المنطقة، وأهمها الاتفاقات الثنائية والانضمام إلى عضوية المنظمات الدولية المعنية بضمان الاستثمارات في العالم. وبعد أن قصّ رئيس وزراء أثيوبيا الشريط التقليدي إيذاناً بافتتاح المعرض في «قاعة الألفية»، رحّب عمدة أديس أبابا كوما داميكسا بالمشاركين في الملتقى، مؤكداً أن حكومة بلاده أنجزت ما وسعها لتأسيس بنية تحتية ملائمة للاستثمارات المحلية والأجنبية الأخرى. وأشار وزير المالية السعودي إلى سعي المملكة إلى توقيع اتفاقات إعفاء ضريبي مع دول شرق أفريقيا لتوسيع مظلة الاستثمار والتعاون الاقتصادي المشترك. وزاد أن من شأن تلك المساعي حل مشكلة الغذاء في دول المنطقة والعالم. وأشار إلى أن القطاع الخاص السعودي يملك تجربة غير مسبوقة في الفيليبين وأثيوبيا. وأكد توجه المملكة إلى دعم تأهيل الاقتصاد العالمي باستثمار مبالغ ضخمة خلال السنوات الخمس المقبلة. واعتبر العساف في كلمته أمام حفلة افتتاح المعرض المصاحب للملتقى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رعى مؤتمراً لدعم مشاريع التعاون مع بلدان تلك المنطقة في كانون الثاني (يناير) الماضي، مما سيكون له تأثير حيوي في اقتصاد أفريقيا. وقال وزير المالية: «إن بالإمكان تطوير مبادرة الاستثمار في شرق القارة السمراء في شكل فعال من خلال زيادة المساعدات السعودية لبلدان القارة ودعم صناديق التمويل السعودية لتلك الدول». ويضم الوفد السعودي إلى الملتقى الذي يرعاه رجل الأعمال محمد العمودي وزراء المالية العساف والتجارة والصناعة عبدالله زينل والنقل جبارة الصريصري والزراعة فهد بالغنيم، في ما أوفد الصومال رئيسه شيخ شريف الشيخ أحمد، إلى جانب رئيس وزراء رواندا بيرنار ماكوزا، ونائب رئيس الوزراء وزير المال الكيني نجل الرئيس الكيني الراحل جومو كينياتا، ورئيس البنك الاسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي. وتتواصل أعمال الملتقى السعودي الشرق أفريقي اليوم (الأحد) بجلسة يخاطبها رئيس وزراء أثيوبيا والرئيسان الجيبوتي اسماعيل عمر جيلي والصومالي ورئيس الحكومة الرواندية ووزير خارجية يوغندا ومدير مركز الاستثمار في تنزانيا. ويناقش الملتقى قبيل اختتام أعماله دور السعودية في تعزيز الأمن الغذائي العالمي من خلال المبادرة الزراعية. كما يبحث قدرات الشراكة في تطوير الصناعات الزراعية والغذائية.