لم يكن أمس يوما عاديا داخل أروقة كلية الآداب بجامعة الطائف بحي الفيصلية إذ سادت حالة من الرعب والقلق ساحات ومباني الكلية بعد عثور إحدى المستخدمات على طالبة مكبلة القدمين وفمها مغلق بلاصق، وجسدها يتدلى بعد أن تم تعليقها داخل دورة مياه في قسم اللغة العربية بالكلية. ولم تتمالك المستخدمة "المسنة" نفسها من هول الموقف حيث انطلقت صرخاتها واستغاثتها بكل من في المبني لتسود الكلية حالة من الذعر والخوف والقلق والصراخ حتى وصلت الجهات الأمنية التي تلقت بلاغا من مسؤولات الكلية. وتم إخلاء المقر من الطالبات، ونقلهن إلى مبنى كلية الشريعة واللغة الإنجليزية وإفساح المجال أمام الجهات الأمنية والصحية للوصول إلى الموقع، ونقلت الفتاة التي كان يعتقد مبدئيا أنها لفظت أنفاسها إلى المستشفى ليعود إليها الوعي بينما باشرت الجهات الأمنية التحقيق بعد رصد القرائن من موقع الحادث. وبحسب شهود عيان من داخل الكلية، فإن الطالبة عُلقت من رقبتها في علبة "السيفون" بينما وضع على فمها لاصق لمنعها من الصراخ، وقد شُوهدت قبيل الحادثة التي كانت عند الثامنة والنصف صباحا تقريبا تسير داخل الكلية وتبتسم وتلقي التحية على صديقاتها، إلا أن بعض شهود العيان أكدوا أن الفتاة كانت مثار انتقاد من قبل بعض زميلاتها لطريقتها الخاصة في المشي والملبس والتعامل مع الزميلات مما جعلها على خلاف مع البعض. وقالت إحدى الطالبات إنه عندما تنامى لدى الطالبات من بعض الموظفات والهيئة الإدارية بالكلية أن هناك تواجدا أمنيا كبيرا للمباحث الجنائية والشرطة، سادت المكان حالة من الذعر والفزع والخوف. وتم إلغاء الاختبارات والمحاضرات، وبدأ عدد من الطالبات البحث عن طريقة للعودة إلى منازلهن بعد أن تفاقم الوضع في الكلية، حيث أصبح الحديث بين الطالبات أن هناك عملا إجراميا ارتكب داخل حرم الكلية، وأن الطالبة لم تقدم على الانتحار مطلقا في ظل الظروف التي وُجدت عليها في دورة المياه. وتشير معلومات طبية إلى أن المستشفى رصد آثار حبل حول رقبة الطالبة، التي ذكرت للأطباء المعالجين أنه تم سحبها من قبل فتاتين لم تتمكن من التعرف عليهما، حيث قامتا بربط حبل حول عنقها وسحبها لدورات المياه، فدخلت في غيبوبة ولم تفق إلا في المستشفى. وقالت الطالبة ندى إنه ليس هناك دور للمشرفات في الكلية ولا لضابطات الأمن وإلا كيف يتم ذلك كله وبهذا الترتيب المخطط له سواء أكان من قبل الطالبة نفسها أم من قبل أخريات حاولن النيل منها لسبب ما.