انتهت رحلات امتدت لأكثر من 12 عاماً، بحثاً عن علاج لداء يسمى "بالتليف الرئوي الكيسي البنكرياسي"، بوفاة بتول فواز العنزي ذات ال 18 ربيعاً بعد أن تدهورت حالتها الصحية وتليفت رئتها، في الوقت الذي ما يزال المرض نفسه يهدد شقيقيها "هديل ومحمد". وبنبرات صوت منخفضة وسط حيرة ونظرات يحدوها الأمل في الله سبحانه وتعالى، ثم في المسؤولين والخيرين في هذا البلد، تحدث والد الشابة المتوفاة فواز مفلح العنزي، قائلاً: " ما إن أعود من رحلة حتى أستعد لرحلة علاجية أخرى إلى مدينة الرياض التي تبعد عن محافظة القريات قرابة 1500 كيلومتر. واصفاً الرحلات التي استمرت لقرابة العقدين من الزمن ب "المعاناة ". وعاد العنزي في حديثهإلى عام 1413ه، عندما رزقه الله ببنتين توأم "بتول وهديل"، اللتين ولدتا وهما تعانيان مرضاً وراثياً نادراً جداً، تم اكتشافه بعد 6 سنوات من ميلادهما في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وشخص المرض قبل 12 عاماً على أنه مرض وراثي. ويضيف العنزي أنه منذ ذلك التاريخ ظل يراجع المستشفى من مقر إقامته ذهاباً وإياباً ليقطع ما يقارب 3000 كيلومتر، كل 90 يوماً في رحلة وصفها بالروتينية، استمرت مع الخطوط ورحلات الطيران التي تضيف هماً آخر لهمومه دون أدنى نتيجة تذكر. يقول العنزي: "طوال هذه المدة لم أجن من هذه المراجعات سوى السفر والتنقل بين العيادات، وبنتاي تزداد حالتاهما سوءاً بعد سوء، ليصيب المرض نفسه أخاهم محمد "6 سنوات"، مضيفاً عبئاً جديداً على كاهلي خاصة بعد أن فجعت مطلع العام الجاري بتردي حالة إحدى البنتين "بتول" وانتكاسها، لتنقل إلى قسم العناية المركزة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وترقد هناك 18 يوماً وتفارق بعدها الدنيا نتيجة تأخر حالتها وتليف الرئة. وحاول العنزي خلال حديثه إخفاء ألمه ومعاناته، مؤكداً تسليمه وإيمانه بقضاء الله وقدره، حيث إن 12 عاماً من المواعيد والرحلات العلاجية ما بين القرياتوالرياض لم ينجم عنها إلا زيادة الحالات من حالتين إلى ثلاث حالات، ووفاة إحدى بنتيه، بعد أن فتك بها المرض الذي ما زال يتربص بشقيقها محمد "6 سنوات" وهديل "18 عاماً". ويختتم العنزي حديثهبقوله: "إن إشراقة شمس كل يوم جديد تعني لي غياب أحد أبنائي، وما زلت أحزم حقائب السفر نحو الرياض رغم تأكيدات الأطباء أن تلك المواعيد والزيارات لا تقدم ولا تؤخر، فالأبناء بحاجة ماسة إلى عناية مدى الحياة، ودخول للمستشفى بشكل متكرر، والعلاج الطبيعي أربع مرات يومياً طول العمر، ومعه التقارير الطبية التي تثبت ذلك: "لذلك تجب العناية بهم وعدم التأخر في إرسالهم لمراكز متخصصة، نظراً لاستعصاء حالتهم في العلاج بالداخل".