اثنا عشر عاما والمرض يحصد أبناءه واحدا تلو الآخر ويجتاح فلذات كبده ولا يملك سوى النظر إليهم بعين يملأها الدمع وأخرى يخنقها الأسى فالموت يغيبهم ويقصف أرواحهم دون حول منه أو قوة لرده عنهم. يشير فواز العنزي إلى أن الموت غيب روح بتول وأصبح يتربص بهديل ومحمد ويضيف: «راجعت ولا زلت أراجع مستشفيات المملكة باحثاً عن علاج يحمي فلذات كبدي بعد أن تفشى بينهم مرض وراثي، انتزع مني ابنتي بتول». يقضي العنزي جل أيامه متنقلا بين القرياتوالرياض في رحلة بحث عن علاج لأبنائه فيتنقل بين المنطقتين برا وجوا يقول: «سئمت سيناريو البحث عن علاج رغم علمي بأن علاجهم ممكن في الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط، لكن بصيص الأمل يجعلني أنسى أن السفر قطعة من نار، فأجد نفسي مديرا لمحرك سيارتي ومتوجها إلى مكان سمعت أن فيه علاجا لأبنائي». ويضيف العنزي: «معاناتي عمرها اثنا عشر عاما حين رزقت بتوأم بنات «بتول هديل» اللتين ولدتا وهما تعانيان من مرض وراثي نادر جدا تم اكتشافه بعد ست سنوات من ميلادهما في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، إذ شخصه الأطباء على أنه تليف رئوي كيسي البنكرياسي، وهو مرض وراثي لا علاج له»، ويضيف «منذ ذلك التاريخ وأنا أراجع المستشفى التخصصي في الرياض برا وجوا». العنزي المنتظر لموت أبنائه «هديل ومحمد» لم يجد حلا لمعاناته مع المرض الذي يحصد أبناءه واحدا تلو الآخر، لكن الأطباء نصحوه بالسفر إلى أمريكا إذ يوجد علاج لمرض أبنائه، لكن ظروفه المادية حالت دون علاج ابنه محمد «ست سنوات»، وهديل «18عاما» في الولاياتالمتحدة كما نصح الأطباء.