لم تفلح مساعي الشاب سمير العرابي الحارثي في إدانة شركة مياه خاصة ببيعها عبوات مياه تنتهي العام المقبل ملوثة بالطحالب المضرة، رغم صدور عدة تقارير تؤكد خطورة هذه المياه على حياة الإنسان. يحكي الحارثي قصته قائلا: «عندما اشتريت عبوات مياه صغيرة من إحدى البقالات في الطائف، لاحظت بأن هناك أشياء غريبة داخل العبوات الشفافة، وعندما نظرت في تاريخ هذه العبوات وجدت تاريخ انتهائها بعد عام»، وأضاف «في الوهلة الأولى لم أستوعب ما شاهدته، لكن عندما اشتريت 5 كراتين من هذه المياه وجدت أنها فعلا ملوثة وهذا ما أكدته التحاليل المخبرية التي ذكرت أن هذه الأجسام الغريبة في العبوات طحالب ضارة». ويسرد الحارثي رحلته مع مناهضة هذه العبوات ،قائلا: «اتصلت بالشركة في البداية ولكن أحد مديري الشركة نفى ذلك لكن بعد اطلاعه على العبوات ساومني بدفع قيمتها، لكنني رفضت»، وأضاف «بعد أن تأكدت أن الشركة تريد شراء ذمتي توجهت بالعبوات إلى عدة مراكز مخبرية وجميعها اتفقت على أن الأجسام الغريبة، طحالب والمياه في العبوات غير صالحة للشرب، لذلك تقدمت بعدة شكاوى ضد الشركة لعدة جهات معنية مثل، هيئة الدواء والغذاء، جمعية حماية المستهلك، إدارة صحة البيئة في الشؤون الصحية في جدة، لكن لم ترد هذه الجهات على شكواي حتى الآن»، وزاد «لدى مراجعتي الجهة المسؤولة في أمانة جدة، أفادني المسؤول عنها بأن إدارته تلقت عدة شكاوى على الشركة المعبئة للمياه وبعد تحليل العينات التي قدمت لإدارته ثبت صلاحيتها للاستخدام رغم وجود الطحلب في هذه العبوات»، وتعجب الحارثي من رد المسؤول قائلا: «لا أدري كيف أرد على هذه الإجابة وأنا لدي عدة تقارير تؤكد عدم صلاحية المياه للاستخدام البشري ومن مراكز تحليل عالمية»، وأضاف «أجبت المسؤول في الأمانة بشرب الماء من العبوات الملوثة، وهذا أيضا ما طلبته من مدير المختبر والجودة في الشركة والذي رفض مثل سابقه». ونفى الحارثي أن يكون الدافع وراء هذا الجهد مكاسب شخصية، قائلا: «حسي الوطني، وخشيت أن يتضرر غيري بهذه المياه الملوثة، تقدمت بهذه الشكاوى وخسرت أكثر من 3 آلاف ريال من أجل إثبات هذه المواد داخل العبوات»، وأضاف «مسؤول في الجودة في الشركة المصنعة لهذه العبوات، ذكر بأن الأجسام الغريبة في العبوات، أمر عاد نتيجة تعرضها للشمس لكن مختصين كشفوا على العبوات والتحاليل المخبرية نفت مزاعمهم»، وزاد «أخبرت من أحد المسؤولين في الجهات التي تقدمت إليها بالشكوى أن ضعف الغرامة التي لا تتجاوز 5000 آلاف ريال في حالة إدانة الشركة هو الدافع وراء عدم مبالاة الشركة في طرح عبوات ملوثة في السوق». وأوضح الحارثي في حديثه بأنه لن يتنازل عن القضية لأنها قضية وطنية وليست شخصية، وقال: «سأواصل دعوتي في المحكمة بعد أن اكتملت الأدلة المدينة للشركة».