تضطر إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي تواجه مشكلة الاستيطان في الضفة الغربية، إلى دفع ثمن باهظ لإنقاذ مفاوضات السلام المباشرة بين إسرائيل وفلسطين, حسب تقرير نشر الأحد 03-10-2010. وأكد محللون أن إدارة أوباما تواجه حالياً احتمال انهيارها ما سيشكل ضربة قاسية لنجاحها في تحريك العملية, وذلك بعد شهر واحد من إطلاق المفاوضات المباشرة. وكانت إدارة أوباما أصرت العام الماضي على تجميد كامل للنشاط الاستيطاني بما في ذلك في القدسالشرقية، قبل أن تتراجع في نوفمبر (تشرين الثاني) لتقبل بقرار إسرائيل تجميد البناء جزئياً 10 أشهر في الضفة الغربية. وتمكنت بذلك من دفع الفلسطينيين الى الانتقال من المفاوضات غير المباشرة في مايو (أيار) الماضي الى مفاوضات مباشرة في سبتمبر (أيلول) الماضي. لكن مع انتهاء العمل بالقرار الأسبوع الماضي، يهدد الفلسطينيون بوقف المفاوضات. وقال المفاوض السابق في عملية السلام في الشرق الأوسط، آرون ديفيد ميلر، في ظل الإدارتين الجمهورية والديمقراطية "لقد بادروا الى هذا المشروع في اغسطس (آب) لتجنب الأزمة التي يواجهونها الآن". وتابع "لكن إطلاق المفاوضات المباشرة وسط هذا الضجيج في واشنطن لم يكن ضرورياً. فهم يحتاجون الآن الى دفع الثمن أو يدرسون إمكانية دفع ثمن للجانبين ليجلسا فقط الى طاولة المفاوضات". ومن جهة أخرى، كتب ديفيد ماكوفسكي المحلل الامريكي القريب من العضو في فريق أوباما المفاوض، دينيس روس، في مقال على الانترنت، يشير الى عرض قدمه أوباما لنتنياهو مقابل تمديد تجميد البناء الاستيطاني لشهرين. ونفى البيت الأبيض وجود اي رسالة تتضمن معلومات كهذه. لكن ماكوفسكي تحدث عن مسودة رسالة لن يقبلها نتنياهو. وقال ماكوفسكي إن الرسالة تؤكد أن واشنطن لن تطلب من إسرائيل تمديد التجميد مجدداً بعد انتهاء مهلة الستين يوماً الجديدة وستستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لتنص على مهلة عام واحد للمفاوضات. وإلى جانب مسائل تتعلق بالسلام والأمن، تتضمن رسالة التأكيدات تسليم إسرائيل أسلحة إذا توصلت الى اتفاق مع الفلسطينيين. وذكر ميلر أن "الإدارة تعتقد منطقياً أنها ستحقق تقدماً سريعاً في الشهرين المقبلين بشأن الأراضي والأمن"، ولكنه حذر من أنه إذا لم تتخذ قرارات كبرى بشأن الأراضي والأمن خلال هذه المهلة، فإن قضية المستوطنات ستعود الى الواجهة لتلاحق الادارة الأمريكية. أما ماريا اوتاواي من معهد كارنيغي للسلام الدولي، فقد رأت أنه على الرغم من نجاحها المحدود، يجب أن تتواصل المفاوضات إذ إن احتمال تحقيق حل الدولتين بدأ يتضاءل. وقالت إن أوباما اضطر لطلب وقف الاستيطان مع أنه "حشر نفسه بشكل ما في الزاوية" في هذه القضية. وأضافت "إنه عرض خاسر في كل الأحوال لأن عدم الإصرار على تجميد الاستيطان سيوجه إشارة الى الإسرائيليين تفيد بأننا لسنا جادين في ما يجري".