واشنطن (دار الحياة) - جويس كرم فيما تستكمل واشنطن جهودها لتخطي عقدة التمديد الاستيطاني وتفادي اجهاض المفاوضات، سرب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى المضمون الكامل لرسالة الرئيس باراك أوباما لرئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والتي تقع في خمسة بنود تعد بتعزيز المساعدات الأمنية لاسرائيل "بعد السلام" والمساعدة في ضبط أمن حدود وادي الأردن خلال "المرحلة الانتقالية". أما في حال فشل الجهود الأميركية في تسويق العرض، فتدرس الادارة الأميركية خيار تبني حدود 1967 كمرجعية للمفاوضات. الرسالة فاوض عليها وزير الدفاع ايهود باراك ومستشار نتانياهو اسحق مولخو "وفي جوهرها تقدم سلسلة ضمانات لاسرائيل مقابل تمديد التجميد الاستيطاني لمدة شهرين" ، وتتضمن "التزامات أميركية في مواضيع من السلام الى مسائل أمنية حول تسليم أسلحة في حال تم التوصل الى ترتيبات أمنية" في عملية السلام. ويشير الخبير في المعهد ديفيد ماكوفسكي والذي سرب مضمون الرسالة نقلا عن مسؤولين أميركيين، أنها" تؤكد بأن واشنطن لن تطلب تجديدا آخرا لوقف الاستيطان بعد فترة الشهرين" التي تحاول حصدها اليوم، بل "سيتم البت بمسألة المستوطنات على الطاولة وكجزء من المفاوضات حول الأرض"، كما أن الرسالة تتعهد في بتدها الثاني اقدام الولاياتالمتحدة على استخدام الفيتو في أي مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يتعاطى مع السلام العربي-الاسرائيلي خلال السنة المخصصة للمفاوضات." وفي هذه النقطة اشارة الى الفكرة المتداولة لدى رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض بالتوجه الى مجلس الأمن في حال فشلت المفاوضات واعلان الدولة الفلسطينية. ثالثا، يقر العرض الأميركي بحاجات اسرائيلي الأمنية "وعدم العمل على اعادة تعريفهم". وتؤكد الرسالة حرفيا الحاجة "الى ضمان منع كامل لتسلل الصواريخ والمتفجرات والأسلحة والارهابيين الى اسرائيل...ومن الحدود الشرقيية للدولة الفلسطينية". وفي هذا الاطار "تعرض الرسالة مساعدة أميركية لضمان أمن وادي الأردن في المرحلة الانتقالية". رابعا، تتعهد واشنطن "الانخراط مع الدول العربية في محادثات حول هيكلية أمنية اقليمية" انما "لا يتم تحديدها حتى الوصول الى اتفاقية سلام". غير أن هذا البند "غير ملزم للسلطة الفلسطينية أو الدول العربية." وفي بندها الخامس والأخير، تتطرق الرسالة الى الحاجة "لتعزيز قدرات اسرائيل الأمنية في حال وصول الأطراف الى الاتفاق على ترتيبات أمنية". ويشير ماكوفسكي الى أنه "حتى في حال الفشل في الوصول الى صفقة أمنية، فان عرض واشنطن يخلق مرجعية لحاجات اسرائيل الدفاعية بعد مرحلة احقاق السلام"، اذ أنه يتضمن "أنظمة صاروخية وجوية (مثلا المزيد من طائرات أف 35)، أنظمة دفاعية صاروخية، وسائل انذار متطورة". وينقل ماكوفسكي بأن نتانياهو "أعجبته الحوافز في الرزمة الأميركية انما غير مائل للقبول بها"، ما يضع واشنطن أمام خيارات بديلة لحل الأزمة. أول هذه الخيارات هو الضغط على اسرائيل لتقديم حوافز بناء ثقة مع الفلسطينيين في غياب تمديد للاستيطان. أما النهج الثاني كما يفصله ماكوفسكي القريب من مستشار أوباما في البيت الأبيض دنيس روس فهو في "تبني واشنطن لموقف عباس، بوضع حدود 1967 كمرجعية للمحادثات، مع تعديلات طفيفة تسمح لاسرائيل بتبادل الكتل الاستيطانية المحاذية للمدن بأراض من داخل حدود 1967."