قرر مكتب الإدعاء العام السويدي سحب مذكرة التوقيف التي كان قد أصدرها قبل ساعات بحق جوليان أسانغ، مؤسس الموقع الإلكتروني "ويكيليكس"، المتخصص في الكشف عن وثائق سرية، وذلك بتهمة اغتصاب امرأة والتحرش جنسياً بأخرى. وأصدر المكتب بياناً نشره على موقعه الإلكتروني، جاء فيه إن أسانغ: "لم يعد مطلوباً للشرطة، وهو غير مشتبه به في قضية اغتصاب، في الوقت الذي كان فيه أسانغ المثير للجدل قد نشر بيان نفي على موقعه، اعتبر فيه أن الاتهامات المساقة بحقه "لا تقوم على أي أساس" مشككاً في توقيت ظهورها الذي يتزامن مع الضغط الأمريكي عليه. وكان أسانغ قد أعلن خلال مؤتمر صحفي في السويد الأسبوع الماضي، أن موقعه الإلكتروني، الذي نشر عشرات الآلاف من الوثائق السرية المتعلقة بالحرب الأمريكية في أفغانستان، يستعد لنشر 15 ألف وثيقة سرية أخرى، خلال أسبوعين. وسبق لوزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، أن انتقد بشدة، الشهر الماضي، عملية تسريب عشرات الآلاف من الوثائق المتعلقة بعمليات الجيش الأمريكي في أفغانستان، معتبراً أن ذلك "سيكون له عواقب وخيمة على حياة الجنود الأمريكيين في ساحة المعركة"، كما حذر من إمكانية أن تضر المعلومات المنشورة بعلاقة الولاياتالمتحدة مع حلفائها في المنطقة. وبالتزامن مع ذلك، شنت قيادة الجيش الأمريكي هجوماً عنيفاً على مدير موقع "ويكيليكس"، لنشره الوثائق المسربة، وقالت إن يديه قد "تتلطخان بالدماء" جراء الخطر الذي يترتب عن عمله. وقامت القوات الأمريكية بنقل الجندي المتهم بتسريب الوثائق من إحدى القواعد العسكرية في الكويت إلى الولاياتالمتحدة، وسط انتقادات لقرصان المعلوماتية الذي فضح ضلوعه بالعملية. وفي مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون، قال غيتس إن وزارة الدفاع بدأت تحقيقاً لمعرفة كيفية تسرب الوثائق السرية إلى الموقع، مضيفاً أنه طلب من مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI المساعدة في هذا التحقيق. وقال غيتس إن الوثائق تهدد بفضح التكتيكات القتالية والأساليب الاستخباراتية التي تتبعها القوات الأمريكية في أفغانستان، الأمر الذي قد يعرضها لمزيد من الأخطار، متعهداً بمراجعة سياسة تصنيف الوثائق لمنع وصول المعلومات السرية إلى أشخاص غير مصرح لهم بذلك. وأقر غيتس بإمكانية وجود آلاف الوثائق الإضافية التي قد يكشفها موقع "ويكي ليكس" خلال الأيام المقبلة، وأضاف أن الولاياتالمتحدة لديها "التزام أخلاقي" بحماية أرواح كل الذين قد يتعرضون للخطر جراء ورود أسمائهم في الملفات المسربة. من جانبه، قال الأميرال مايكل مولان، قائد أركان الجيش الأمريكي، إن جوليان أسنغ، مدير موقع "ويكي ليكس" يحاول إثبات موقف سياسي عبر ممارسات "تضع حياة الجنود في خطر." وقال مولان، في مؤتمر صحفي خصصه للحديث عن القضية: "يمكن للسيد أسانغ قول ما يشاء عن الفوائد التي يراها لما يقوم به، ولكن الحقيقة هي أن يديه ربما قد تلطختا بالفعل بدماء بعض جنودنا الشبان، أو العائلات الأفغانية. يذكر أن أسانغ قد رفض الكشف عن مصدر معلوماته، قائلاً إن تعريض الأشخاص الذين يقدمون الوثائق السرية له قد يمنع الناس من الوثوق به مستقبلاً، ما يحول دون حصوله على المزيد من المعلومات السرية.