فقد التعليم والتربية والأدب والكشافة برحيل الدكتور محمد أحمد الرشيد، أحد أعمدة الوطن ورجاله المخلصين الذين قدموا خدمات جليلة له طيلة حياتهم الوظيفية وبعد تركها ، مخلصاً جاداً خبيرا يصدع بالرأي الحصيف ، صاحب قلم ورأي وحجة فاعلاً في مجتمعه ، كان يحمل بين جوانحه هم الدفاع عن التربية والإعلاء من شأنها ، خلال عمله وزيراً للتربية والتعليم كان يرأس مجلس إدارة جمعية الكشافة العربية السعودية التي شهدت في عهده نقلة نوعية. يقول الدكتور عبد الله الفهد (نائب رئيس الجمعية، عضو اللجنة الكشفية العالمية وأحد المقربين كثيرا من الراحل): إن الله سبحانه وتعالى قد حبا الفقيد سمات جليلة وخصالاً حميدة تتضح في تميز علاقاته وحسن تعامله وفي هدوئه وتواضعه ، كان مربياً فاضلاً نقل التربية والتعليم وجعلها محل اهتمام جميع المواطنين وجعلها شراكة بين المجتمع والوزارة وفتح أبواب التطوير، مضيفا أن الفقيد قد أسهم بشكل كبير في تطور الكشافة السعودية ودخلت في عهده مرحلة البراعم والرواد للحركة الكشفية . فيما أكد عضو مجلس ادارة الجمعية الدكتور عبدالرحمن المديرس أن الرشيد فقيد للتعليم وللوطن فقد كان علما من أعلام التعليم ، نذر نفسه وحياته ووقته من أجل خدمة الدين والمليك والوطن ،وقدم كل ما يستطيع من أجل تطوير التعليم سائلاً الله أن يلهم محبيه الصبر والسلوان ، وأن يدخله جناته ويرحمه برحمته. فيما عبر القائد الكشفي مبارك الدوسري (أحد المهتمين بالتأريخ الكشفي السعودي) عن حزنه لوفاة الدكتور محمد الرشيد مؤكداً أنه أحد الرموز التي أضفت على الحركة الكشفية الكثير من العطاءات التي تسجل لهذا الرجل وله أقوال اتخذها الكشافة نبراساً لهم يستحضرونها دائما خاصة في موسم الحج والتي يقول في أحدها " أيها الأبناء والأخوة الكشافة و والجوالون : إنكم تقفون على ثغر هام وهو مساعدة الحجاج لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام ، فاحرصوا على أن تكونوا قدوة صالحة لغيركم ، ومد يد العون لكل من طلب منكم العون والمساعدة ، لاسيما ضيوف الرحمن الذين قدموا إلى الحرمين الشريفين وقطعوا آلاف الأميال ليصلوا إلى البيت العتيق " . ويكشف الدوسري بعضا من نصائح الرشيد و أقواله المشهورة لأبنائه الكشافة المشاركين في خدمة الحجاج ومنها " تذكروا أنكم بحسن خلقكم وابتسامتكم تعطون صورة مشرفة عن أبناء هذه البلاد المباركة ، احرصوا على أن تظفروا من هؤلاء الحجاج بدعوة صالحة فهم مسافرون لاترد دعوتهم إن شاء الله ". ويتمسك الكشافة برسالة أخرى وجهها لهم رحمه الله " أن رسالة الكشافة وأهدافها الكبرى هي قبسات من تعاليم الإسلام السامية ، وتحقيق لمنهج المسلمين في علاقاتهم بغيرهم من الناس . ويسرد الدوسري العديد من المناسبات التي رعاها الفقيد أو أشرف عليها إبان ترؤسه مجلس إدارة الجمعية ومن أهمها ترؤسه وفد المملكة في المؤتمر الكشفي العالمي في أوسلو عام 1416ه ، و تأسيس رابطة رواد الحركة الكشفية بالمملكة عام 1417ه ، واللقاء الرابع لرؤساء الجمعيات والهيئات الكشفية عام 1418ه ، والمخيم الكشفي العربي الرابع والعشرون عام 1421ه ، واللقاء الأول لتنمية القيادات الكشفية عام 1422ه ، والمؤتمر الكشفي العربي الثالث والعشرون عام 1422هت ، ولقاء الحوار لغة الحضارات عام 1425ه . وأضاف أن معاليه رحمه الله قد حصل على العديد من الأوسمة والقلائد الكشفية نظير ما قدم للكشافة المحلية والخليجية والعربية فقد منحته جمعية الكشافة العربية السعودية قلادتها الذهبية عام 1426ه ، وكان حصل على وسام دول مجلس التعاون الخليجي عام 1422ه ، وحصل على قلادة الكشاف العربي عام 1422ه أيضا. ودعا الأمين العام المساعد للشئون الفنية بجمعية الكشافة الدكتور صالح الحربي للدكتور الرشيد أن يتغمده الله برحمته ويسكنه فسيح جناته ويتجاوز عن سيئاته ، وأن يخلفه في أهله وعقبه بخير ، مؤكدا أنه كان محباً للخير ، متمتعاً بروح الألفة والمحبة والحكمة، عمل بروح وطنية كبيرة، حفر اسم جمعية الكشافة في ذاكرة كل من عاصره ، جعلها رقما مهماً على خارطة الكشفية العربية ، جعله الله من المقبولين في آخرته عند بارئه كما كان مقبولا في دنياه عند خلقه إنه سميع مجيب . وعبر الأمين العام المساعد للشئون الإدارية بالجمعية الأستاذ سعيد أبو دهش عن حزنه على وفاة معالي الدكتور محمد الرشيد وقال لقد كان الفقيد نجماً عاليا في سماء التربية الكشفية ، وبدراً في مجالس قياداتها ، عمل في الجمعية بجد وإخلاص فأصبحت الجمعية منارة للعطاء ، طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه وجمعنا به في دار الخالدين .