في خطوة من شأنها الإسهام في تنظيم الأوقاف وتطويرها بما يتوافق مع الطرق الحديثة في التنمية، يعقد الملتقى الثاني لتنظيم الأوقاف في العاصمة الرياض خلال الفترة بين 3 و 4 محرم المقبل قاعة الملك فيصل للمؤتمرات ، يأتي ذلك وسط مشاركة فاعلة من قبل القضاة ورجال الاعمال المختصين والباحثين، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يقود إلى تحقيق الملتقى لأهدافه التي ينطلق من خلالها. وفي هذا السياق، أكدت مجموعة من أوراق العمل والبحوث التي يعتزم المشاركون الحديث عنها خلال الملتقى، أنه تأمل الهيئة العالمية للوقف أن توفر شراكة فاعلة بين القطاع الخاص ممثلاً بأهل الخير، والقطاع الخاص ممثلةً بالمؤسسات والشركات الوقفية ، والقطاع العام ممثلاً في الجهات الحكومية، للمساهمة في مشاريع وبرامج تنمية الشعوب والمجتمعات الإسلامية. وقال عادل الشريف، المدير التنفيذي للهيئة العالمية للوقف عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في ورقة عمل حملت عنوان"تجارب وقفية"، :"أنشأ البنك الإسلامي للتنمية صندوق التضامن الإسلامي للتنمية تطبيقا لقرار قادة الأمة في اجتماع القمة الإسلامية الطارئ الثالث المنعقد بمكة المكرمة في ذو القعدة 1426 ديسمبر2005، وهو صندوق وقفي خاص داخل البنك الإسلامي للتنمية يكون أداة فعالة لمحاربة الفقر بكل أشكاله، اعتماداً على مبدأ التضامن الإسلامي، كما أنه تم رسميا إطلاق الصندوق في مايو 2007، فيما وقد أنشئ الصندوق على شكل وقف برأس مال مستهدف قدره 10 مليار دولار أمريكي، وهذا يعني أن عمليات الصندوق تمول من عائدات استثمار رأسماله بما يضمن ديمومته". وأضاف الشريف في ورقته :"تركز سياسات الصندوق على أن العمليات التي تتم في إطار الصندوق تكون منتقاة، ومبتكرة، وداعمة للأنشطة الأساسية الأكثر إنتاجية والاحتياجات الأساسية، مثل إمدادات المياه، والتعليم الابتدائي والثانوي، والرعاية الصحية الأولية، والتنمية الزراعية والأمن الغذائي، والتي لها أثر مباشر على حياة الفقراء". من جهته أكد الدكتور إبراهيم البيومي غانم عضو الجمعية العربية للعلوم السياسية، في ورقة عمل حملت عنوان "ملخص بحث الولاية على الأوقاف في التشريعات العربية"، أن نتائج البحث تؤيد وبقوة فكرة إنشاء عدة مجالس لتسيير شئون مؤسسة الوقف الحديث، وقال "قد يكون من المناسب الاطلاع على أنظمة مجالس الأمناء المعروفة في المؤسسات الخيرية الأوربية والأمريكية، وذلك للاستفادة مما فيها من أوجه للإفادة". وفي السياق ذاتة، قال الدكتور عبد الله بن ناصر السدحان، في ورقة عمل حملت عنوان "كيف نوجه مصارف الأوقاف لتلبية احتياجات المجتمع"، :" تُعد الأوقاف مصدر مهم لحيوية المجتمع وفاعليته وتجسيد حيّ لقيم التكافل الاجتماعي وترسيخ لمفهوم الصدقة الجارية برفدها الحياة الاجتماعية بمنافع مستمرة ومتجددة تتنقل من جيل إلى آخر حاملة مضموناتها العميقة في إطار عملي يجسده وعي الفرد بمسئوليته الاجتماعية ويزيد إحساسه بقضايا إخوانه المسلمين ويجعله في حركة تفاعلية مستمرة مع همومهم الجزئية والكلية". وأضاف السدحان :"من خلال هذه النظرة للأوقاف يتبين دورها في بنية المجتمع والأثر الفعال الذي قامت بتأديته بشكل مباشر وغير مباشر على مدى العقود المتوالية، فكثير من الباحثين في مجال الاقتصاد الوقفي مع عدد من المؤرخين للحضارة الإسلامية يتفقون على أن الوقف قد استحوذ على قسما غير قليل من الموارد الاقتصادية للمجتمع المسلم، فبعضهم يقدر هذا القسم بنسبة تصل إلى نصف الأراضي الزراعية والعقارات المبنية العامرة في أواخر الدولة العثمانية، ويمكن استنتاج هذه النسب التقريبية من الوثائق الوقفية والصكوك العدلية". فيما سيستعرض الدكتور عبد المحسن الجارالله الخرافي، في ورقة عمل حملت عنوان "الوقف في العالم الإسلامي"، تجربة الأمانة العامة للأوقاف بالكويت، وسط توقعات بأن يكون لهذه التجربة إثراءاً ملحوظاً لفعاليات الملتقى ونقاشاته الحوارية. يشار إلى أنه، يرعي فضلية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للأوقاف، ملتقى «تنظيم الأوقاف» الثاني الذي تنظمه لجنة الأوقاف بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض، ومركز حقوق للتدريب القانوني في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق الانتركونتننتال بالرياض, خلال الفترة من 3 - 4 / محرم /1435 ه . فيما أعرب بدر الراجحي رئيس لجنة الأوقاف في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، عن شكره وتقديره لمعالي الوزير على الرعاية الكريمة ودعمه للملتقى الثاني، مشيرا إلى أن هذا الدعم يأتي امتدادا للدعم الكبير والنجاح الذي حظي به الملتقى الأول الذي عقد العام الماضي وحقق نجاحا. وأضاف الراجحي :"الملتقى سيتيح الفرصة للنساء لحضور الجلسات والفعاليات، فضلا عن ورش العمل المتخصصة لهن، وذلك لما لهن من اهتمام ملحوظ في الوقف ومشاريعه"، مبينا أن نخبة من الباحثين والمتخصصين في التشريعات والاستراتيجيات والاستثمار والتنمية المجتمعية والمصارف الوقفية من داخل المملكة وخارجها سيشاركون في الملتقى. وأكد الراجحي حاجة الأوقاف إلى تطوير هام بما يتوافق مع الطرق الحديثة في تنمية وإدارة الأوقاف أو العقارات أو غيرها من أعيان الأوقاف، موضحاً أن الملتقى يستعرض التجارب المحلية والإقليمية والدولية الوقفية الناجحة، إلى جانب طرح مواضيع مهمة وذات أبعاد استراتيجية في مجال الأوقاف، وكذلك استعراض النماذج الوقفية واستثمارات الأوقاف والأطر القانونية للاستثمارات، والأنظمة واللوائح والصيغ الخاصة بالأوقاف، وغيرها من المواضيع المتعلقة بمجال الأوقاف. من جهة أخرى، يعقد الملتقى بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي شركة "المستثمر للأوراق المالية"، والتي تسعى من خلال هذه الشراكة إلى تحقيق مزيداً من التعاون والدعم لملف تطوير "الأوقاف" في السعودية، وسط اهتمام ملحوظ من قبل مسؤولي الشركة. كما ينعقد بالتزامن مع الملتقى معرض مصاحب، وورش عمل من أهمها: ورشة عمل تحمل عنوان "تأسيس الشركات الوقفية"، لفضيلة القاضي سعد المهنا، والمحامي عماد بن صالح الخراشي، في حين تعقد الورشة النسائية لناظرة الوقف نوال بنت محمد الراجحي، وتستعرض من خلالها تجارب وقفية. اعلان الملتقى : http://www.youtube.com/watch?v=-9bOGe1FirI