اتجه الموقف في مصر الى اقصى درجات المواجهة عندما اقتحمت قوات الامن صباح امس ميداني (رابعة) و(النهضة) وسقوط قتلى وجرحى في القاهرة والمحافظات وعندما أعلنت رئاسة الجمهورية المصرية امس حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر. وقالت الرئاسة، في بيان أصدرته عصر امس، إنه تقرَّر بعد التشاور مع مجلس الوزراء، إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر يدخل حيز النفاذ اعتباراً من الساعة الرابعة بتوقيت القاهرة (الخامسة بتوقيت الرياض). وشهدت غالبية المحافظات المصرية منذ صباح امس أعمال عنف واشتباكات بين عناصر الأمن وبين آلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي الذين يقومون بمهاجمة مراكز أمنية ومقار رسمية احتجاجاً على فض اعتصام أنصار مرسي بمنطقتي "رابعة العدوية" بالقاهرة، و"نهضة مصر" بالجيزة. الصحة المصرية: 149 قتيلاً و1403 مصابين حصيلة الاشتباكات ومقتل ابنة البلتاجي في (رابعة العدوية) وأعلن الدكتور محمد فتح الله المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية عن ارتفاع أعداد المتوفين والمصابين جراء الاشتباكات التي وقعت امس بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندريةوالسويس والبحيرة والمنياوالدقهليةوأسيوطوسوهاج والأقصر لتصل إلى 149 حالة وفاة و 1403 مصابين. وكان موقع أخبار التلفزيون المصري نقل عن فتح الله قوله في بيان أصدرته وزارة الصحة امس أن عدد المتوفين بمحيط ميدان رابعة العدوية والنصب التذكاري بلغ 18 حالة وفاة و192 مصابا، بينما بلغ عدد حالات الوفاة بميدان النهضة بالجيزة 9 حالات و54 مصابا، بالإضافة إلى مصابين اثنين أمام قسم حلوان. وفي اشتباكات محافظة الإسكندرية أصيب 4 أشخاص وفي بنى سويف 4 مصابين وفي السويس 21 مصابا وحالتا وفاة وفي البحيرة 35 مصابا وفي المنيا 197 مصابا و25 حالة وفاة وفي الدقهلية 3 مصابين وفي أسيوط حالة وفاة وفي سوهاج 12 مصابا وفي الأقصر مصاب واحد. الى ذلك أعلنت وزارة الداخلية المصرية ظهر امس، ارتفاع عدد قتلى الشرطة خلال فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى 6 بالإضافة إلى 64 مصاباً. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن مصدر أمني، لم تسمه، قوله "إن إجمالي عدد شهداء الشرطة خلال عملية فض الاعتصام الجارية حالياً بمحيط اعتصام رابعة العدوية وصل إلى 6 بعد استشهاد الرائد أشرف فايد من قوات الأمن المركزي منهم 3 ضباط و3 جنود جميعهم أصيبوا بطلقات نارية". وأضاف المصدر أن إجمالي عدد المصابين خلال عمليات الفض من عناصر الشرطة بلغ حتى الآن 34 ضابطاً و32 فرداً وجندياً من عناصر الأمن المركزي، وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. من جانبه أعرب مجلس الوزراء المصري برئاسة د. حازم الببلاوي، عن بالغ حزنه لوقوع ضحايا من أبناء المصريين، والدم المصري، من أي طرف كان توجهه، أثناء فض الاعتصامات بميداني النهضة، ورابعة العدوية. وأكد مجلس الوزراء في بيان له أمس أن الحكومة ستتصدى بكل حسم وحزم للمحاولات التي بدأتها بعض العناصر التخريبية للاعتداء على الممتلكات العامة، وأقسام الشرطة، والمنشآت الحيوية، والتي هي ملك للشعب المصري، وتحذر الحكومة أنها ستستخدم كل الوسائل الكفيلة بملاحقة تلك العناصر، وحماية ممتلكات الشعب. وتابع البيان قائلا: كما تؤكد الحكومة على المضي قدماً في تنفيذ بنود خارطة المستقبل بشكل يتوخى عدم إقصاء أي طرف من المشاركة في العملية السياسية على أٌسس ديمقراطية تحقق الانتقال الديمقراطي الذي يليق بمصر. وشددت الحكومة في بيانها على استمرار حرصها والتزامها ودعمها لضمان حق التعبير السلمي عن الرأي والتظاهر، طالما كان في إطار القانون وحماية حرية الآخرين والحفاظ على سلامة وأمن المجتمع. وأهابت الحكومة في بيانها بالمتواجدين على الأرض في أماكن الاعتصام بالعودة إلى الضمير الوطني والاستماع إلى صوت العقل وحفظ الدماء والكف الفوري عن استخدام العنف ومقاومة السلطات، كما تطالب القيادات السياسية لتنظيم الإخوان بإيقاف عمليات التحريض التي تضر بالأمن القومي، وتحمل الحكومة تلك القيادات المسؤولية كاملة عن أية دماء تراق، وعن كل عمليات الشغب والعنف الدائر. وقال البيان، أن الحكومة تحيي جهود قوات الأمن في تطبيق القانون فيما يخص فض تجمعي رابعة والنهضة، وتشيد بالتزام تلك القوات بأقصى درجات ضبط النفس والأداء الاحترافي العالي خلال عملية فض الاعتصام، وهو ما أنعكس في انخفاض أعداد الإصابات في صفوف المعتصمين بالمقارنة بالأعداد المتواجدة على الأرض وحجم التسليح والعنف الموجه ضد قوات الأمن. من ناحية أخرى ذكرت مصادر بجماعة الإخوان المسلمين أن أسماء البلتاجي نجلة القيادي الإخواني محمد البلتاجي أصيبت إصابة بالغة بطلق ناري أودى بحياتها. وصرح مصدر امني بمديرية امن القاهرة انه تم إلقاء القبض علي محمد البلتاجي داخل مسجد رابعة ومعه 5 آخرين. وأضاف المصدر أن الأخوان تمكنوا من إحراق مدرعتين شرطة واختفى ضابط شرطة من الموقع.