جلست آمنة اسماعيل على سور شرفة بيتها في الطابق الثامن، وألقت بنفسها منتحرة، بينما كان زوجها يصورها بالفيديو ويحاول أن يثنيها عن الانتحار. وعرضت إحدى الناشطات الفيديو على يوتيوب. هل صار كل شيء مباحًا في عالم التواصل الاجتماعي ويوتيوب والتقاء الهاتف الذكي بالكاميرا... بالمأساة الانسانية. ليس الكلام عن حالة حرب وفظائعها، كالتي تسجل وقائعها بالصوت والصورة في سوريا والعراق وغيرهما، إنما عن آمنة سميح اسماعيل، اللبنانية التي ألقت بنفسها السبت الفائت من الطابق الثامن من مبنى كانت تقطنه في منطقة الرملة البيضاء الراقية بالعاصمة اللبنانية بيروت. وفيما كانت آمنة تهم بإلقاء نفسها والانتحار، بادر زوجها إلى تصويرها بهاتفه، ليؤكد للقضاء والمجتمع أنها انتحرت، ولم يدفعها لا إلى الانتحار ولا من الشرفة ليقتلها، خصوصًا أن الشريط يظهره محاولًا كل جهده لثنيها عن الانتحار، يتوسل إليها ويطلب منها ألا تنتحر، ليس من أجله ولكن من أجل والدتها، ويقول: "فكري بوالدتك، وسأفعل ما تريدين". وقد نقلت تقارير صحفية مختلفة أن الزوج، ويدعى كفاح فيروز أحمد، تاجر ألماس، عاد وزوجته آمنة من بلجيكا منذ أيام قليلة، وسكنا هذه الشقة التي اشتراها الزوج حديثًا. يظهر في الشريط سور الشرفة من دون زجاج، وآمنة جالسة على حافة السور في حالة استياء شديد، قبل أن تلقي بنفسها، في مشهد مهول، لم تتورع لوانا صفوان، الناشطة في المجتمع المدني، عن نشره على موقع يوتيوب. ونقل تلفزيون الجديد عن مصدر مقرب من عائلة أحمد قوله إنّ العلاقة بين آمنة كفاح كانت جيدة تتسم بالتفاهم، فلم يمضِ على زواجهما أكثر من ستة أشهر. وأفادت المعلومات بأن القضاء اللبناني أطلق سراح الزوج صباح اليوم الثلاثاء بكفالة مالية. وكانت مدينة صور شيّعت الأحد جثمان آمنة إلى مثواها الأخير، بعدما انطلق موكب تشييعها المهيب من أمام نادي الامام الصادق في صور وصولاً الى جبانة الخراب. وقد أم سماحة الشيخ ناصر فاخوري الصلاة على جثمانها قبل أن توارى في الثرى. هذا وما زال التحقيق جاريًا لمعرفة أسباب انتحار آمنة، وجلاء الحقيقة. http://www.youtube.com/watch?v=yP5zs8Xszj4