عادت سندريلا السينما المصرية الفنانة سعاد حسني لتطل من جديد في ذكراها الرابعة فشغلت الشارع الفني المصري بداية من فيلم تسجيلي يبحث عن فك لغز رحيلها ونهاية زيارة خاطفة قام بها المحامي البريطاني أمجد سلفيني لاطلاع الأسرة على التطورات الأخيرة والمفاجآت الجديدة التي أعدها لإعادة فتح ملف التحقيقات بعد اتصالات مكثفة من جنجاه شقيقة الفنانة الراحلة والتي قامت ببيع سيارتها لدفع نفقات وتكاليف إعادة فتح ملف التحقيقات من قبل الشرطة البريطانية لعدم تصديقها لقصة الانتحار وإيمانها المطلق بأن سعاد حسني ماتت مقتولة. المفاجأة الأولى في سلسلة الإجراءات أعدتها المخرجة مروى الشروبيني من خلال فيلمها التسجيلي بعنوان « زوزو» وهو الاسم المفضل لسعاد حسني طيلة حياتها الخاصة في أيامها الأخيرة. ومدة الفيلم 30 دقيقة تجمع فيه المخرجة ما بين السينما التسجيلية والجانب الدرامي من خلال اللقاءات التي تم تصويرها مع أصدقاء الفنانة الراحلة وما كتب عنها في الصحف والمجلات في لحظات تألقها وازدهارها وإبداعها وحتى مشهد الوداع الأخير ومواراة جثمانها كمشهد ختام الفيلم والرحلة. بين بداية الفيلم من منزلها بالزمالك وحتى مشهد الوداع تبعث المخرجة برسالة إلى شرطة اسكوتلانديارد تحمل بين طياتها شقاوة الفنانة الراحلة ومرحها وعشقها للحياة ومساهمتها في إسعاد المحبين وإشعال رغبة العاشقين فضلاً عن إثراء لا حدود للحياة لتؤكد المخرجة من خلال الفيلم أن الفنانة بمثل هذه المواصفات والنجومية والاهتمام الجماهيري لايمكن أن تقبل على الانتحار. في الوقت الذي حصل فيه المحامي البريطاني أمجد سلفيني على توكيل من الأسرة لرفع الدعوى من جديد كانت العقبة الوحيدة هي جمع تكلفة ومصاريف الدعوة القضائية وجاء الحل على أيدي جنجاه الشقيقة الصغرى لسعاد حسني ولكن في نفس الوقت تنفي جنجاه قطعيا «التفسير التآمري للحادث بأن تكون سعاد حسني راحت ضحية عملية ذات طابع سياسي وتستبعد الأمر بشدة إلا أنها تصر على أنها قتلت وغير مصدقة لكل ما قالته محكمة» ويستمنسترالبريطانية. وأكدت جنجاه أنها على استعداد لبيع كل ما تملك للدفاع عن وجهة نظرها وهي التي عملت سكرتيرة للفنانة الراحلة ويساهم معها المؤلف ماهر عواد الزوج الأخير لسعاد حسني. -لماذا لا تريدين تصديق أن سعاد انتحرت؟ -لو أثبت لي أحد بدليل قاطع أن سعاد انتحرت سأصدقه! -هل تركت خطاباً تقول فيه أنها انتحرت؟ -لا ، ولكن كل الوقائع تؤكد أن هناك جريمة وكل أقوال «نادية يسري» المتضاربة تؤكد أن هناك شيئاً مريباً وأن هناك أموراً تتستر عليها ! - ولماذا استعنت أخيراً بمحام بريطاني بدلاً من المصري «عاصم قنديل»؟ - اكتشفت أخيراً أنه لا يحق لمحام مصري أن يترافع أمام المحاكم البريطانية، ففي الجلسة الأخيرة التي حكمت فيها محكمة « ويستمنستر » بأن سعاد انتحرت - وهي الجلسة الوحيدة التي حضرتها بنفسي - فوجئت بالقاضي يقول لعاصم : « لك الحق في سؤال الشهود وليس لك الحق في الاعتراض أو المرافعة». وتأكدت من ذلك بنفسي وعرفت أن القانون هناك لايسمح بالاعتراض أو المرافعة إلا لمحام بريطاني، وعرفت ذلك متأخرة ... جداً . - وكيف كان يتابع سير القضية في الجلسات السابقة؟ مصاريف سفره وجمع الوثائق والترجمة والرسوم والترجمة وما إلى ذلك حتى بعت شقتي وسيارتي لمتابعة ملف القضية. ليس هناك من يساعدني في هذا الأمر خصوصاً أنني اكتشفت أننا بحاجة إلى ما يقرب من 300 ألف جنيه أو مايوازي ذلك بالإسترليني لمتابعة القضية وهو مبلغ ضخم لانملكه . أنا وزوج سعاد حسني السيناريست « ماهر عواد»، الوحيد الذي وقف إلى جانبي في هذه القضية! - وهل تساهم المطربة « نجاة» في سير القضية، كأخت لسعاد من أب؟ - ليس لنجاة أي علاقة بالقضية، وتستطيع أن تسألها بنفسك لماذا لا تساهم ! عموماً أنا لا أستطيع إجبارها على أي مساهمة ! -وإلى أين وصل سير القضية؟ - استعنت بمحام بريطاني رشحه لي د. عصام عبدالصمد طبيب التخدير المقيم بلندن والذي كان أحد أطباء سعاد في حياتها واسمه «أمجد سلفيني» وهو من أصل فلسطيني، ويعمل في بريطانيا منذ 20 عاماً ومتجنس بريطانياً وقدمنا الطعن في حكم المحكمة وما زلنا في انتظار استئناف سير التحقيقات في القضية، وأمجد ليس متطوعاً بل يعمل نظير أجر ! - وعلى أي أساس قبلت المحكمة الطعن ؟ -قبلته لأن الحكم الذي صدر كان فيه «قصور مادي» على حسب تعبير المحكمة ، ففي الجلسة الأخيرة سأل قاضي التحقيق مفتش « سكوتلانديارد» المسؤول عن التحقيق في مصرع سعاد: هل تم رفع بصمات من الشقة، هل تم البحث عن الآلة الحادة التي قطع بها الحديد المحيط بالبلكونة، هل اتصلت بالشخص الذي قال ان نادية يسري لها صديق معه مفتاح آخر للشقة ؟ وكانت الإجابة على كل الأسئلة «لا». وثبت للمحكمة أن المحقق حتى لم يسافر إلى القاهرة لاستكمال التحقيق ولا فحص المحمل الخاص بسعاد، كما إن تقرير الطبيب الشرعي لم يوضح ما إذا كانت الإصابات الموجودة في جسد سعاد قد نتجت عن سقوطها من الشرفة. - أنت مصرة على أن سعاد حسني ماتت مقتولة؟ - نعم! - ومن تتوقعين أن يكون قتلها ؟ - أتوقع أن الجريمة لم تكن مدبرة ولا كانت سياسية، وغير صحيح أن سعاد حسني كانت لديها مذكرات تخيف البعض، سعاد لم تكتب حرفاً واحداً كمذكرات، وأتوقع أن يكون بعض ضيوف « نادية يسري» التي كانت سعاد تقيم معها في لندن، حاولوا مضايقة سعاد أو سرقتها فقاومتهم، فعاملوها بعنف أدى إلى موتها، ثم قذفوا بها من الشرفة ليقال انها انتحرت، مثلما انتحر كثيرون قبلها في هذا البرج الذي كانت تسكنه واسمه «ستويارت تاور»! - ولكن هذا الكلام يبدو بلا دليل كاف؟ - ولكن قمت بغسيل جثمان سعاد حسني بنفسي ولم أجد نقطة دم واحدة برغم أن البعض قال انه حدث نزيف من أذنها اليسرى - بعد السقوط - كما ان طريقة سقوطها أمام البرج تبدو في غاية الغرابة، لأن الجثمان يبعد أمتاراً كاملة عن البرج، وقد سقطت على جانبها الأيسر ورأسها باتجاه البرج وجسدها عكس الاتجاه ! - وماذا وجدت في حقائب سعاد التي عادت معها من لندن بعد وفاتها ؟ - لم أجد شيئاً. الحقائب التي عادت بصحبة «نادية يسري» كانت شبه خاوية. فالحقيبتان الجلديتان الضخمتان كانتا مملوءتين بحقائب جلدية أصغر !! أما باقي الصناديق الكرتون فكانت محشوة بملابس رياضية لسعاد كانت ترتديها في البيت وبعض الأوراق الخاصة بالأطباء وعلاج الأسنان واكتشفنا سرقة أشياء كثيرة تخصها كنا أرسلناها مع شقيقة صلاح جاهين الصغرى «سامية» إلى سعاد، منها 3 معاطف أحدها من فرو « المنك»أرسلناها لها بعد إن اتصلت بنا وقالت ان لندن باردة جداً. كما اختفت أجهزة الفيديو والتلفزيون والتسجيل الخاص بها، واختفت جميع الأشرطة التي سجلت عليها سعاد بصوتها بروفات أشعار صلاح جاهين لصالح إذاعة «بي بي سي». ويقول المحامي الفلسطيني الأصل البريطاني الجنسية « أمجد سلفيني» انه قد أكد لجنجاه أن هناك أخطاء وقعت فيها الشرطة البريطانية وأن المشكلة كانت تكمن في أنه ليس من حق المحامي الذي نظر الدعوى من قبل مناقشة الشهود أو الاعتراض على الشرطة حيث يعد هذا الحق وفقاً للقانون البريطاني مقصوراً على المحامي الذي يحمل الجنسية البريطانية. ومن بين الأخطاء التي وقعت فيها « سكوتلانديارد» عدم التحقيق في التناقض الواضح بشهادة نادية يسري صديقة سعاد بالإضافة لعدم تطابق شهادة الطبيب الشرعي مع بعض الروايات خاصة أن الفنانة لم تنزف مطلقاً بالرغم من سقوطها من الطابق السادس. وينفي الفنان سمير صبري صاحب أشهر برنامج عن رحيل السندريلا - مدته ست ساعات - تورط أطراف مخابراتية مؤكداً أنها ماتت مقتولة ولكن من المرجح أن وراء الحادث أشخاصاً قد يكونون على علاقة سابقة بصديقة سعاد وهي شخصية غريبة الأطوار دائمة التغيير في شهادتها. يضيف سمير : «لقد تناقضت رواية نادية يسري عدة مرات عن الحادث وكان واضحاً للغاية أنها مرتبكة كما ان قيامها بمسح الرسائل الخاصة من هاتف سعاد، أضاف المزيد من الشكوك والريبة». أكد سمير أن لغز اختفاء 40 ألف جنيه إسترليني يؤكد رواية القتل. وكانت الأموال قد تلقتها سعاد بعد بيع نسخة من فيلمها الراعي والنساء لأحد الموزعين العرب. ولم تمنح نادية يسري لأسرة سعاد سوى أربعة آلاف جنيه قالت انها عثرت عليها مع الراحلة. أعرب سمير عن أسفه الشديد للتجاهل التام الذي لاقته سعاد قبل وبعد رحيلها وقال :« من العار أن نصمت على ما يجري مشيراً إلى أن الجميع ساهموا في إطلاق يد القاتل دون أن ينال عقابه».