أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، ورئيس كتلة تيار المستقبل، سعد الحريري، الجمعة 15 يونيو/حزيران، أن ما أعلنه الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، عن قيام تيار المستقبل بإرسال عناصر للقتال في سوريا، ودفن من يلقى حتفه منهم هناك، "كلام من إنتاج مخيلة نصر الله، ولا مكان له على الإطلاق في مراتب الصدق والحقيقة"، مشدداً على أن هوية حزب الله وجنسيته ومرجعيته "إيرانية بامتياز". وفي تعليقه على خطاب نصر الله في "يوم الجريح"، اعتبر الحريري أن الأخير "قدم دليلاً جديداً على المسار الخطير الذي يقود البلاد إليه"، والذي على حد توصيفه يريد له أن "يتخطى حدود لبنان، ليطاول المشرق العربي برمته من فلسطين الى سوريا وكل بلدان المنطقة"، نقلاً عن صحيفة "النهار" اللبنانية. وقال الحريري في بيان: "يبدو أن نصر الله قد بذل مجهوداً خطابياً كبيراً لتبرير الانخراط في هذا المسار وتجميل الأهداف السياسية لمشاركة مقاتلي حزب الله في الحرب السورية، وهو أظهر براعة في استخدام آلام الجرحى والمصابين في المواجهات مع العدو الإسرائيلي، لتغطية هذه المشاركة وابتداع الأسباب الموجبة لقتاله الدائر ضد قطاع كبير من الشعب السوري". وأضاف: "غير أن نصر الله لم يكن موفقاً ولم تحالفه البلاغة في إسقاط الجرائم التي يشارك حزبه في ارتكابها في سوريا، على تيار المستقبل وادعائه أن التيار يرسل المقاتلين ويدفن القتلى في الأراضي السورية". وتابع: "إذا كان نصر الله يريد أن يرمي التهم جزافاً بداعي البحث عن شركاء له في الجرائم التي تستهدف الشعب السوري، فإننا نقول له أن يفتش عن أهداف أخرى غير تيار المستقبل. لقد أعلنا منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة السورية تضامننا الكامل مع حقوق هذا الشعب وتضحياته، ولم نخف في يوم من الأيام موقفنا السياسي الذي نتمسك به حتى هذه اللحظة، أما أن نكون قد نظمنا أو أرسلنا فرداً واحداً للقتال داخل سوريا، فهو ادعاء يرقى إلى حدود التلفيق والتضليل". ولفت إلى أن "أوجه التضليل في الخطاب لم تقتصر على هذا الأمر، بل هي تعمقت في تحديد الأسباب التي حملته على اتخاذ قرار المشاركة في الحرب السورية، وإعلانه صراحة أنه وجد بنتيجة المتابعة والمواكبة، وجوب المشاركة في الحرب، ليس دفاعاً عن سوريا فحسب، إنما للدفاع عن لبنان والدولة والسيادة والاقتصاد". وقال: "كعادته في كل المراحل، أراد نصر الله أن يختزل الدولة اللبنانية بمجلس شورى حزب الله، وأن يقدم دليلاً جديداً على أن الدولة ومؤسساتها ورئاساتها وقواها المسلحة غير موجودة في قاموسه، لأنه يقرأ قي قاموس واحد هو قاموس المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، الذي ذهب نصر الله خصيصاً للاجتماع إليه في طهران، وعاد منها بفتوى المشاركة إلى جانب بشار الأسد".