أسفر قصف جوي ومدفعي على مدينة الرقة شمالي سوريا ليل الأربعاء عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح وفقا لما ذكرت مصادر "سكاي نيوز عربية"، في وقت أكد وزيرا الخارجية الأميركي والبريطاني دعمهما للمعارضة السورية وأعلنت واشنطن تخفيف عقوباتها التجارية على المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة. فقد قصفت طائرات سورية حربية مدينة الرقة بالبراميل المتفجرة، إضافة إلى قصف مدفعي من الفرقة 17 التي تحاصرها المعارضة المسلحة منذ أكثر من 3 أشهر. وقالت مصادر إن البراميل سقطت على حي الجامع القديم وسط المدينة مخلفة قتلى وجرحى ودماراً كبيراً في المباني والممتلكات، وهي منطقة من الأماكن الأثرية في مدينة الرقة التي تخضع لسيطرة المعارضة منذ 4 أشهر. وأضافت المصادر أن عدد من القذائف التي مصدرها الفرقة العسكرية 17 سقطت في أحياء الاماسي وقرب صوامع الحبوب وفي شارع المنصور وخلفت عددا من القتلى والجرحى. وكشفت أن الجيش الحر يعمد إلى قطع التيار الكهربائي عن المدينة لدى قيام الطيران الحربي والمروحي بطلعات جوية في المحافظة لمنع تحديد الأهداف . صواريخ على مناطق لبنانية حدودية من جهة أخرى أفادت مصادر في بيروت بوقوع اشتباكات بين الجيش السوري الحر وعناصر من حزب الله على السلسلة الشرقية اللبنانية مقابل النبي شيت والخضر, وقالت إن صواريخ عدة سقطت في مناطق لبنانية حدودية هي سرعين ورياق والنبي شيت ومصدرها الجانب السوري. وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة إطلاق صواريخ طالت شرق لبنان المحاذي لسوريا منذ ضلوع حزب الله رسميا في النزاع السوري. وجاء هذا الهجوم بعد ساعات على قيام مروحية عسكرية سورية بإلقاء قنبلتين على وسط بلدة عرسال التي تقطنها أغلبية سنية تدعم المعارضة السورية. كيري وهيغ يؤكدان على دعم معارضة سوريا سياسيا، أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أن بلاده تعمل بالتنسيق مع بريطانيا لدعم المعارضة السورية وتغيير التوزان على الأرض، وذلك بعد أن حققت القوات الحكومية مدعومة من حزب الله اللبناني تقدما عسكريا في القصير. وأعرب كيري ونظيره البريطاني، ويليام هيغ، في مؤتمر صحفي مشترك بواشنطن عن قلقهما من تدهور الوضع في سوريا وتدخل حزب الله وإيران في المعارك المحتدمة في مختلف المناطق، ما ينعكس سلبا على الحل السلمي للنزاع. بدوره، قال هيغ أن بريطانيا "تعتقد أن الوضع بات يفرض مقاربة قوية منسقة وحازمة من قبلنا ومن قبل حلفائنا"، إلا أنه قال أن ليس لديه معطيات جديدة حول إرسال أسلحة إلى المعارضين السوريين. وهذا ما أكده كيري الذي قال إن أميركا تجري محادثات بشأن خيارات أخرى بخصوص سوريا قد يمكن استخدامها، لكن لا يوجد جديد لتعلنه، في إشارة إلى مسألة تسليح المعارضة، ما يشير إلى أن أي قرار بهذا الصدد من قبل القوى الكبرى لم يتخذ بعد. وكان التقدم العسكري الذي حققته القوات النظام السورية على المعارضة السورية المسلحة في القصير أدى إلى إطلاق حركة دبلوماسية واسعة تتركز حول احتمال تسليح المعارضة، إلا أن المجتمع الدولي أبدى حرصه أيضا على خيار الحل السلمي. وفي هذا السياق، قال كيري إن الولاياتالمتحدة تنسق مع حلفائها من أجل ضرورة التوصل لحل سياسي عبر تكثيف الجهود من أجل عقد مؤتمر جنيف 2 للسلام، كما شدد هيغ على أن الحل السياسي وحده كفيل بإنهاء الحرب في سوريا. وتحاول الولاياتالمتحدة وروسيا عقد مؤتمر تحضره الحكومة السورية ومعارضيها في جنيف في يوليو المقبل، لكن لا تزال هناك خلافات بشأن عدة قضايا يجب تسويتها حتى يتسنى بدء المحادثات. واشنطن تخفف عقوباتها لمصلحة المعارضة وفي هذه الأثناء، أعلنت الولاياتالمتحدة الأربعاء عن تخفيف لعقوباتها التجارية ضد سوريا لا يشمل إلا المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وبموجب هذه الإجراءات الجديدة فإنه سيكون بإمكان بعض الصناعيين الأميركيين الحصول على تراخيص لتصدير معدات تهدف إلى "تسهيل إعادة إعمار المناطق المحررة"، بحسب ما أعلنت الخارجية الأميركية في بيان. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الاجراءات التي اتخذتها وزارات الخارجية والخزانة والتجارة تتيح تقديم الكثير من التجهيزات مثل مولدات الكهرباء وتجهيزات صحية وزراعية وأخرى لمعالجة المياه "إلى المناطق التي تشرف عليها المعارضة". وينص إجراء آخر على منح تراخيص خاصة من أجل المبادلات النفطية "لحساب المعارضة". وأخيرا، سوف يسمح لمزيد من المنظمات غير الحكومية المهتمة بالحفاظ على الإرث الثقافي السوري بالتدخل في سوريا التي تشهد صراعا داميا منذ أكثر من عامين.