لندن، بيروت، دمشق، عمان، القاهرة، سوتشي (روسيا) - «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب - دانت الولاياتالمتحدة «احتلال حزب الله» لقرى سورية، وقالت ان نظام الرئيس بشار الاسد ومن يسانده سيُحاسبون على قتل المدنيين واثارة النعرات الطائفية. وينعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين في القاهرة اليوم تمهيداً لاجتماع للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية على مستوى وزراء الخارجية الخميس للبحث في الهجوم المشترك الذي شنته على مدينة القصير القوات النظامية وعناصر من «الحرس الثوري» الايراني ومن «حزب الله» ولاتخاذ موقف من المؤتمر الدولي المقترح في جنيف منتصف الشهر المقبل. واستبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الموقف العربي، واجتماع عمان بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزراء مجموعة «اصدقاء الشعب السوري» الاربعاء، بالقول «إن من الضروري أن تشارك المعارضة في مؤتمر جنيف من دون شروط مسبقة»، مشددا على ضرورة المشاركة الايرانية فيه. ومع بدء كيري جولته الاقليمية التي ستشمل الأردن واسرائيل، والتي يتصدرها الموضوع السوري، دانت وزارة الخارجية ما اعتبرته «احتلالاً من حزب الله لقرى سورية». وأكدت أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد و»من يدعمه» سيحاسبون على قتل المدنيين و»اثارة النعرات الطائفية». وقال الناطق باسم الخارجية باتريك فانتريل أن واشنطن «تدين بشدة التدخل المباشر لحزب الله في سورية ولعبه الدور الاساسي في دعم نظام الأسد». واتهمت الخارجية، في بيان، الحزب ب «احتلال قرى سورية على الحدود»، واعتبرت أن هذا الأمر يؤجج الأزمة ويثير النعرات الطائفية وأكدت دعمها لاستقرار لبنان. كما رأت الخارجية أن النظام يسعى الى اثارة «النعرات المذهبية من خلال مجازر استهدفت السنة في بانياس والبيضة» وأكدت أن النظام «ومن يدعمه ستتم محاسبتهم». وسيبدأ كيري زيارته الى المنطقة في سلطنة عُمان قبل الانتقال للأردن ومن ثم الى الأراضي الفلسطينية واسرائيل والعودة بعدها الى عمان للمشاركة في المنتدى العالمي للاقتصاد. وسيتصدر محادثاته الملف السوري والتحضير للمؤتمر الدولي، الى جانب البحث بالقضايا الأمنية مع اسرائيل، وعملية السلام. وأنذرت بريطانيا الرئيس الاسد أمس بأن «لا استبعاد لأي خيار» في شأن تسليح المعارضة. وقال وزير الخارجية وليم هيغ ان بلاده ستطالب الاتحاد الاوروبي بإجراء مزيد من التعديلات لحظر السلاح على سورية، معتبرا «ان كل اسبوع يمر يقترب بسورية من الانهيار وسيؤدي هذا الى كارثة اقليمية». في الوقت نفسه، قالت مصادر في الجامعة العربية إن اجتماع القاهرة يتجه إلى الترحيب بعقد المؤتمر الدولي الذي ستشارك الجامعة فيه على أعلى مستوى. وسيتخذ المجتمعون موقفاً شديد اللهجة من الهجوم على القصير، ومن مشاركة «حزب الله» و»الحرس الثوري» في المعارك ضد «الجيش السوري الحر». ومع استعداد الاردن لاستضافة «مجموعة اصدقاء الشعب السوري» غداً، تغيب عنه المعارضة، قال وزير الخارجية ناصر جودة ان الاجتماع «يستهدف التنسيق والتشاور استعداداً للمؤتمر الدولي». وسيشارك فيه وزراء خارجية الاردن والسعودية والامارات ومصر وقطر والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا. ومن المتوقع ان تحدد المعارضة بدورها، خلال اجتماع تعقده في اسطنبول الخميس موقفها من المشاركة في «جنيف 2». ووسط التحضير للمؤتمر الدولي عاد مختار لماني رئيس مكتب الممثل الخاص المشترك لسورية الاخضر الابراهيمي الى دمشق أمس. وقال «إن بعثة الأممالمتحدة ستركز جهودها على انجاح المؤتمر المرتقب في جنيف». وعما إذا كان يتوقع أن يزور الابراهيمي دمش قريباً قال «إن شيئاً لم يحدد بعد». وفي القصير، استمرت الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة القريبة من الحدود اللبنانية في ما أطلق على ما يجري فيها أسم «أم المعارك» حيث سقط عشرات القتلى بين عناصر «حزب الله». وعلى وقع طلقات الرصاص وروائح البارود المنبعثة من بقايا الانفجارات، دفن أهالي القصير قتلاهم الذين سقطوا بنيران نظام الرئيس السوري بشار الأسد، جراء اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش ومؤيديه من «حزب الله» و «الحرس الثوري» الإيراني ومقاتلي «الجيش الحر ولا تزال مستمرة. وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بأن «الطيران الحربي يمطر المدينة بوابل من الصواريخ والقذائف بالتزامن مع قصف شديد جداً بالمدفعية الثقيلة والهاون منذ صباح الأحد. وأشارت الهيئة إلى أن «المنازل تتهدم وتحترق». وأفادت الشبكة السورية بأن 49 قتيلاً سقطوا في الهجوم الكبير الذي بدأته قوات النظام بدعم من عناصر «حزب الله» جواً وبراً، من أجل استعادة السيطرة على المدينة. وفي موازاة الأزمة السورية أعلنت وزارة الخزانة الاميركية ان مدير برنامج العقوبات في الوزارة ديفيد كوهين بدأ امس جولة تشمل قطر والامارات العربية المتحدة والسعودية للبحث في العقوبات على ايران وسورية وتمويل الارهاب. وقالت الوزارة في بيان ان كوهين وهو مساعد لوزير الخزانة المكلف الاستخبارات المالية ومكافحة الارهاب سيناقش في جولته التعاون لمكافحة تمويل الشبكات المرتبطة ب»القاعدة في سورية» وتنظيم «طالبان حقاني» وارهابيين آخرين ينشطون في جنوب اسيا. وسيبحث كوهين ايضا «افضل السبل لتطبيق العقوبات الاقتصادية الدولية» بحق ايران وسورية، وسيلتقي مسؤولين حكوميين كبار في الدوحة ودبي وابو ظبي والرياض.