أثارت احتفاليةٌ نظّمتها السفارة العراقية في عمّان أزمةً عاصفة بين جمهور أردني وآخر عراقي حضر تلك الاحتفالية، بعد أن تحوّلت إلى معركة بالكراسيّ والركل بين مؤيدين للرئيس العراقي الراحل صدام حسين وأنصار لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وبدأت القصة - وفقا للعربية نت- بعد أن قدّم السفير العراقي في عمّان، هادي جواد، كلمة حماسية ولاذعة تدين نظام صدام ، الأمر الذي جعل الجمهور الحاضر يتساءل عن المقابر الجماعية الحالية، وتزايد أعداد القتلى خلال السنوات العشر الماضية، وتسجيل الجرائم ضد مجهول، ما جعل الموقف يحتدم بين الفريقين، وبينهم بعض الأردنيين. وبدأ التراشق الكلامي والتضارب بالأيادي والعراك بالكراسي التي تطايرت في أرجاء القاعة، وتدخلت حماية السفارة من رجال الأمن الموجودين هناك بكثافة، وضربوا المعترضين على تلك الفعالية، وقد أبدى الكثير من المراقبين غضبهم على الأسلوب الذي أدار به السفير العراقي تلك الجلسة وعدم تقديره لطبيعة الجمهور الأردني المؤيد لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. http://www.youtube.com/watch?v=8sF4336ms_U Dimofinf Player فيديو: في السياق نفسه أكد وزير الخارجية الأردني أن الحكومة العراقية قدمت اعتذارا رسميا للمملكة، بعد قيام موظفين من السفارة العراقية في عمان بالاعتداء على أردنيين خلال ندوة عن المقابر الجماعية في العراق. كما قررت الحكومة العراقية فتح تحقيق مع السفير جواد هادي عباس بعد حادثة الاعتداء على المحامي الأردني زياد النجداوي الأحد. وجاءت ردود الأفعال الأردنية على الاعتذار متفاوتة. فاعتبرت نقابة المحامين الأردنيين أن الاعتذار العراقي غير كاف، وطالبت بطرد المعتدين في حال ثبت أنهم دبلوماسيون ومحاكمتهم في بلادهم، أما في حال إثبات أنهم مدنيون فكشفت النقابة أنها ستلجأ إلى القضاء الأردني لمحاكمتهم. ومن جهتها طالبت لجنة الشؤون العربية والدولية في البرلمان الحكومة باتخاذ الإجراءات القانونية بحق السفير وطاقمه وفق الأطر الدبلوماسية. أما وزير الثقافة ففاجأ الجميع بتلويحه تقديم استقالته في حال لم تتخذ إجراءات حازمة بحق المعتدين العراقيين. وفي سياق متصل، تظاهر محتجون أردنيون أمام السفارة العراقية في بغداد، وحاولوا اقتحامها، إلا أن قوات الأمن المنتشرة في محيط السفارة حالت دون ذلك. وردد المحتجون هتافات مناهضة للسفير العراقي، ورئيس حكومته نوري المالكي. الاحتجاج جاء على خلفية اعتداء دبلوماسيين وموظفين في السفارة العراقية على أردنيين بالضرب المبرح، بينهم أحد محامي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعد أن هتفوا له خلال حفل أقامته السفارة الأسبوع الماضي في أحد المؤسسات الأردنية، لإحياء ما يسمونه ب"ذكرى المقابر الجماعية" في عهد النظام السابق.