أعلن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري «قدم اعتذاراً للأردن باسم الحكومة العراقية» عن تعرض أردنيين للضرب أثناء ندوة عن «المقابر الجماعية»، نظمتها السفارة العراقية الخميس الفائت في عمان. ونظم مئات الأردنيين أمس احتجاجاً أمام مقر السفارة العراقية غرب عمان، قبل أن تعمد قوات الشرطة إلى فضّها بالقوة، بعدما بث ناشطون مقاطع فيديو تظهر تعرض مواطنين أردنيين، بينهم زياد النجداوي، محامي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للضرب، أثناء ندوة عن «المقابر الجماعية»، نظمتها السفارة الخميس الفائت، داخل أحد المراكز الثقافية في عمان. وقال وزير الخارجية الأردني أمس إن مجلس الوزراء العراقي «ناقش خلال جلسة عقدها اليوم (أمس) تداعيات الحادث بحضور السفير العراقي جواد عباسي، قام بعدها زيباري بالاتصال بي لتقديم اعتذار رسمي». ووفق جودة، «تعهدت الحكومة العراقية بمحاسبة المتورطين من طاقم السفارة وسحبهم من عمان». وكانت وزارة الخارجية الأردنية طالبت السفارة العراقية برد رسمي لتوضيح ما جرى، وهدد وزير الثقافة الأردني بركات عوجان بتقديم استقالته، «ما لم يقدم المعتدون إلى العدالة» فيما قال أمين عام حزب «البعث الأردني الاشتراكي» المؤيد للنظام العراقي السابق أكرم الحمصي «لقد أهدرنا دم سفير العراق ومرافقيه، لأنهم ارتكبوا جريمة بحق أبناء شعبنا». وخرجت دعوات من برلمانيين أردنيين لمحاسبة طاقم السفارة، ولوّح نواب بإجراءات ضد حكومتهم، ما لم تقرر طرد السفير خلال 48 ساعة، رداً على ما اعتبروه «إهانة لكرامة الأردنيين». وقال زياد النجداوي في تصريحات أمام السفارة العراقية «ذهبت للمركز الثقافي الملكي بعمان للمشاركة بمهرجان ما سمي بالمقابر الجماعية، التي يدعون أن النظام القومي الثوري السابق قام بارتكابها». وأضاف «كنت أتوقع أن يكون هناك نقاش سياسي متحضر، لكنني فوجئت بقيام موظفي السفارة بالاعتداء علي وعلى آخرين بالضرب المبرح، لمجرد أنني كنت محامياً لصدام حسين». وزاد «تقدمت بشكوى أمام القضاء الأردني»، معتبراً أن ما تعرض له كان تصرفاً مقصوداً، وأحدث كسوراً عدة في قفصه الصدري. وقالت السفارة العراقية في بيان مقتضب إنها أقامت الخميس الفائت احتفالاً بمناسبة «يوم المقابر الجماعية إبان النظام السابق»، و «فوجئ الحضور بدخول أشخاص وجلوسهم في الصف الأخير من القاعة، لكنهم قاموا بسب وشتم الحكومة العراقية والحاضرين ووصفوهم بالخونة والعملاء، كما توعدوهم، وأطلقوا شعارات تمجد حزب البعث وصدام، فيما حاول بعض المدعوين وموظفي السفارة تهدئة الوضع، ومحاولة الوقوف على سبب تهجمهم وعدوانيتهم». وأضاف البيان أن ما جرى «أدى إلى حصول اشتباك بسيط بالأيدي لم يأخذ إلا وقتاً قصيراً، وتم طردهم من قبل مسؤولي المركز».