رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم اليوم ، منتدى الطوارئ التنسيقي الأول الذي تنظمه المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة ،ممثلة بمستشفى محافظة عيون الجواء بالتعاون مع إدارة الطوارئ والأزمات وإدارة التعليم الطبي والبحوث في صحة القصيم ، تحت عنوان " التنسيق والتعاون للخدمات الإسعافية في حالات الحوادث " بمشاركة عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة في الخدمات الإسعافية وهي فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة القصيم ، وهيئة الهلال الأحمر بالقصيم ، ومديرية الدفاع المدني بالقصيم ، وشرطة منطقة القصيم ، ومرور القصيم ، وذلك بفندق موفنبيك ببريدة . وفور وصول سموه للمقر المعد لهذا المنتدى بدأت تداولات المنتدى , حيث استهلها مدير إدارة الطوارئ والأزمات بصحة القصيم الدكتور فضل بن عبدالرحمن الفضل من خلال استعراضه نبذة مختصرة عن ما يخص إدارة الطوارئ والمهام المناطة عليها في الخدمات الإسعافية والمعوقات التي تعترضهم في حالات الحوادث لا سمح الله ، وطرح الحلول المناسبة حيال ذلك التي تخدم المرضى والمصابين في وقت قياسي ومناسب بإذن الله . ثم تحدث استشاري الجراحة وطب الطوارئ المشرف العام لطوارئ مستشفى بريدة المركزي الدكتور عادل محمد الوقف عن أقسام الطوارئ في المستشفيات وإجراءاتها مع الجهات الحكومية الأخرى ، مبيناً مدى أهمية التفاعل بين الصحة والهلال الأحمر والأجهزة الأمنية والشؤون الاجتماعية . وأشاد الدكتور عادل الوقف بما يقدمه الهلال الأحمر من خدمات عالية ، متمنياً تطوير تلك الخدمات من خلال تدريب منسوبيها وتطويرهم لسرعة التعامل مع الحوادث لا سمح الله ، بالإضافة إلى التوسع في تواجد مراكز الهلال الأحمر في المراكز التي لم تغطى بعد بالمنطقة، منادياً إلى التوسع في خدمة الإسعاف الجوي لكي يغطي جميع أجزاء منطقة القصيم . وأكد المشرف العام لطوارئ مستشفى بريدة المركزي بضرورة تواجد مكتب للشرطة في مستشفيات المنطقة ، وتوفير موظفين من إدارة المرور لتسهيل التعاون بين الصحة والأمن العام في رفع التقاريرعن الحوادث المرورية التي تنتج عنها ضرورة الرفع عن حالة المصاب ومدة إقامته بالمستشفى . بعد ذلك تناول مدير قاعدة الإسعاف الجوي بالقصيم الأخصائي نزال عبدالله الحربي جهود الهلال الأحمر ومدى الشراكة الإستراتيجية بينه وبين الصحة والجهات الأمنية ذات العلاقة ، مؤكداً أهمية سرعة إنهاء إجراءات الفريق الطبي الذي باشر الحادث وسرعة تسليم الحالات المرضية إلى المختصين في المستشفى الذي باشر الحالة . ودعا الحربي إلى ضرورة تحسين مداخل الطوارئ بمستشفيات المنطقة ، وتأمين مداخل المستشفى الإسعافية لكي تصبح جاهزة لاستقبال الحالات الخارجية الطارئة في حالات الحوادث ، مطالبا بسرعة صيانة مهابط الإسعاف الجوي بمستشفيات المنطقة ، وعمل مهابط إضافية للمستشفيات التي لا يوجد بها مهبط للإسعاف الجوي . بعدها تحدث مدير عام فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمنطقة الدكتور فهد بن محمد المطلق عن لجنة الحماية الاجتماعية وما تقدمه من جهود وأعمال في الحد من العنف الأسري ، كاشفاً أن تاريخ إنشاء اللجنة بالقصيم يعود لعام 1425 ه حيث أنشئت 13 لجنة موزعة على مناطق المملكة منذ ذلك العام كان نصيب المنطقة واحداً منها . وأفاد الدكتور المطلق أن لجنة الحماية الاجتماعية بمنطقة القصيم تعاملت خلال الستة أشهر الماضية مع أكثر من 300 حالة منها 162 حالة عنف اسري ، لافتاً الانتباه إلى أن عمل اللجنة يكون مشتركاً بين سبعة جهات حكومية منها إمارة المنطقة والصحة والتعليم والعدل ومكافحة المخدرات والشرطة وأخيراً الشؤون الاجتماعية . وكشف الدكتور المطلق عن توقيع شراكة بين وزارة الشؤون الاجتماعية بالقصيم وجمعية الملك عبدالعزيز الخيرية لتوفير الإيواء للأسر المتضررة من العنف ، من خلال إيجاد منسق من قبل الشؤون الاجتماعية يكون أداة تواصل بين الأسر والجمعية لتسهيل المهام في ذلك الإجراء . فيما بين مدير شعبة الدراسات بشرطة القصيم العقيد الدكتور أحمد بن علي البشري أهمية التنسيق بين الشرطة وأقسام الطوارئ بالمستشفى الذي يباشر حالات الحوادث وتحديد مدة الشفاء التي يحتاجها المصاب ، ومدة مكوثه بالمستشفى للحفاظ على الأدلة التي تخدمهم في تلك الحوادث ، مؤكداً ضرورة جمع المعلومات الكاملة من مسعفي المصابين في القضايا الجنائية خاصة ، مؤيداً اقتراح التواجد الأمني بالمستشفيات ، ومنادياً بالوقت ذاته بوضع كاميرات مراقبة على مداخل المستشفيات التي تستقبل مثل تلك الحالات ، مقدما ًشكره لسمو أمير منطقة القصيم على رعايته لهذا المنتدى . عقب ذلك تحدث مدير شعبة الحوادث المرورية بمرور منطقة القصيم العقيد خالد بن أحمد الضبيب عن أهمية السلامة المرورية ، مبيناً أن التقنية الحديثة وما يندرج تحتها من الأجهزة الذكية وغيرها أنها المسبب الأكبر في الحوادث المرورية ، مقدماً بعض إحصائيات الحوادث المرورية في المملكة للعام الماضي التي أودت بحياة أكثر من 7000 شخص ، مشيراً إلى أن نصيب منطقة القصيم منها هو 414 حالة وفاة وأكثر من 1564 مصاباً من جراء تلك الحوادث المرورية المختلفة ما بين حوادث دهس وانقلاب . وأفاد الضبيب أن سبب تلك الحوادث الإنسان نفسه قائد المركبة حيث أنه يحتل النسبة الأعلى في سبب الحوادث بنسبة تصل إلى 75 % ، بينما عنصر المركبة قد يتسبب بما نسبته 10 % ، ثم عنصر الطريق بنسبة 5 % من الحوادث المرورية، كما طرح أحقية ضرورة تفعيل الحاسب الآلي بين الصحة والمرور من خلال تفعيل قنوات التواصل بينهما لكي تسهل عملية تبادل المعلومات المهمة في قضايا الحوادث المرورية. ثم استعرض مدير جناح تدريب الإسعافات بمركز تدريب الدفاع المدني بالقصيم الرائد محمد العتيبي ما يواجهه رجالات الدفاع المدني من صعوبات في مباشرة الحوادث في حال تطلب المصاب التدخل الطبي المباشر ، مشيراً إلى أهمية التعاون بين الدفاع المدني والصحة من خلال توفير فرق طبية مصغرة من الصحة تباشر مع رجال الدفاع المدني الحوادث التي تتطلب التدخل الطبي العلاجي ، مبدياً استعداد الدفاع المدني بالمنطقة لتدريب منسوبيه عن طريق الصحة لكي يتعاملوا مع الحوادث التي تتطلب التدخل الطبي السريع بكل مهنية وحسن تدبير . بعد ذلك ألقى مدير مركز الدراسات الطبية العليا بصحة القصم رئيس الجلسة التوصيات التي نتجت عن ذلك المنتدى أهمها إنشاء مكتب إشرافي تنسيقي بين الصحة والهلال الأحمر والجهات المعنية بمباشرة الحوادث وتحديد مهام كل جهة ، وتفعيل وتطويرالجهات ذات العلاقة ، ومتابعة تنفيذ هذه التوصيات ، وتنظيم مثل هذه المنتديات بشكل دوري ، ومتابعة ذلك من خلال المكتب الإشرافي الذي سيكون مقره في إدارة الطوارئ بصحة القصيم . وثمن دعم سمو أمير منطقة القصيم للجهود التي تبذلها الجهات المعنية في تقديم خدمات الطوارئ للمواطن والمقيم ، مشيراً إلى أن منتدى الطوارئ يأتي بمبادرة من قبل صحة القصيم في تنسيق الجهود التي تبذل في الخدمات الإسعافية . إثرها ألقى سمو أمير منطقة القصيم كلمة بهذه المناسبة أبدى من خلالها سعادته بحضور المنتدى الأول للطوارئ بصحة القصيم ، شاكرا منظمي المنتدى ، ومشيداً بما رآه من حسن تنظيم الذي ينم عن حسن التخطيط للمستقبل من خلال القائمين عليه . وأكد سموه أن التعاون فيما بين الجهات المعنية في هذا المنتدى سيضفي على العمل في حالات الحوادث احترافية ومهنية جيدة ، مرحباً في الوقت نفسه بالمشاركين جميعهم بهذا المنتدى ،مقدماً شكره الجزيل للمديرية العامة لصحة القصيم التي كان لها قدم السبق في إقامة هذا المنتدى . وتمنى سمو الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أن تكون أعمال المشاركين بالمنتدى موفقة وناجحة لتخدم الجميع ، مشدداً على أن تؤخذ التوصيات بالتفعيل المفيد وأن لا نجعلها حبيسة الأرفف، منتظراً سموه من القائمين على هذا المنتدى مزيدا من ورش العمل لتفعيل التوصيات التي خرج بها ، سائلاً الله أن يحفظ الوطن في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني –حفظهم الله - .