رحَّبت السلطات البورمية بالمهاجرين البنغاليين من عرقية الراخين البوذية، والذين بدأوا بالهجرة من مناطق حدودية في بنجلاديش إلى داخل أراكان؛ للإقامة الدائمة والحصول على كامل المعيشة اللازمة في بورما. وتمنح السلطات البورمية مساكن وأراضي زراعية نهبت من مسلمي الروهينجيا منذ بدء العنف من قبل البوذيين في يوليو الماضي على مرأى ومسمع الأمن البورمي، بحسب وكالة أنباء الروهينجيا. وتشير الإحصاءات أن أكثر من 300 أسرة بنغالية تم إسكانها في أراكان خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث أعدت قوات أمن الحدود "ناساكا" شاحنات وحافلات لنقلهم من الشريط الحدودي إلى أماكن معدة سلفًا لإسكانهم. كما منحت لهم فدانين من الأرض، وعددًا من المواشي، ومبلغ مليون وخمسمائة كيات بورمي، ومواد المطبخ والملابس، وهي كلها مما تمت مصادرتها من الروهنجيا المسلمين. ومنذ يونيو من العام الماضي، تشهد ولاية أراكان ذات التمركز الإسلامي عنفًا طائفيًّا ضد عرقية الروهنجيا المسلمة، حيث أغلقت جميع المساجد والمدارس الإسلامية، ومنع الناس من أداء صلاة الجماعة في المسجد أو في المخيمات والمنازل، حيث لا يسمع الآن صوت الأذان بعد أن كانت مساجده تدوِّي بصوت النداء إلى الصلاة لعدة قرون. إضافة إلى اعتقال عدد كبير من المسلمين وتعريضهم للتعذيب الجماعي، ووقوع حالات اغتصاب للنساء المسلمات وابتزاز للأموال، حيث اضطر آلاف العوائل إلى ترك بيوتهم والهجرة إلى عدد من الدول المجاورة، في ظل صمت عالمي، دون توفير أدنى حماية لهم. وتتراوح أعداد المسلمين في ميانمار ما بين خمسة وثمانية ملايين نسمة، يعيش 70% منهم في إقليم أركان، وذلك من إجمالي 60 مليون نسمة هم تعداد السكان بالبلاد. وفرضت الحكومات المتعاقبة ضرائب باهظة على المسلمين، ومنعتهم من مواصلة التعليم العالي، ومارست ضدهم أشكالاً مختلفة من التهجير الجماعي والتطهير العرقي، وإزاء هذه المعاناة يضطر مسلمو الروهنجيا إلى الفرار من ميانمار إلى الدول المجاورة.