أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، حكما على الجنرال الصربي «زدرافكو توليمير»، بالسجن المؤبد مدى الحياة بتهمة ارتكاب جرائم إبادة وحرب ضد الإنسانية، لدوره في مجزرة «سربيرنيتشا» بالبوسنة والهرسك، والتي أسفرت عن مقتل 8 آلاف مسلم. وبحسب وكالة أنباء الأناضول، جاء النطق بالحكم في تلك القضية التي تناولتها المحكمة الدولية بالدراسة منذ عام 2007، وأفادت المحكمة، في بيان أصدرته، بأنها حكمت بالسجن المؤبد على توليمير، بسبب الدور الذي لعبه في مجزرة «سربيرنيتشا»، حيث اتُهم بارتكاب جرائم إبادة، وتحريض على ارتكاب إبادة وقتل، اللتين تعدّان انتهاكا لقوانين وعادات الحرب، بالإضافة إلى ارتكاب عمليات إبادة واضطهاد وأفعال غير إنسانية، من خلال الترحيل القسري والقتل باعتبارهما جريمتين ضد الإنسانية. يذكر أن الادعاء وجّه تهمتين إلى توليمير بالتورط في عملين إجراميين مشتركين، مشيرا إلى أن هدف الأول كان قتل الرجال البوسنيين بين 11 يوليو و1 نوفمبر 1995، في حين أن هدف الثاني فكان الترحيل القسري وتهجير مسلمي البوسنة من «سربيرنيتشا». وتيقن للمحكمة أن توليمير شارك في هذين العملين الإجراميين المشتركين، وهو مذنب بارتكاب الجرائم الناجمة عنهما، أي جرائم القتل بحق المجموعات الصغيرة لرجال «سربرنييتشا»، واستهداف 3 قياديين مسلمين صربيين، وغيرها من أعمال الاضطهاد. ووجدت المحكمة أن جرائم القتل بحق رجال البوسنة، تعدّ جرائم تمييز ما يجعل منها عمليات اضطهاد، وكان الادعاء عمل لاستصدار هذا الحكم على توليمير، باعتبار أنه كان الساعد الأيمن لقائد جيش صرب البوسنة راتكو ملاديتش، الذي يحاكم أيضا في المحكمة نفسها بلاهاي. واتهم «توليمير»، 64 عاما، بارتكاب إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، خلال حرب البلقان بين عامي 1992 و1995، التي خلفت 100 ألف قتيل ومليوني و200 ألف نازح. كما أوردت لائحة الاتهام أنه متهم بالضلوع في عمل إجرامي مشترك، تمثل في إعدام ودفن الآلاف من مسلمي البوسنة تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاما. وكان توليمير، قد قال إن ما حدث في «سربرنيتشا» في يوليو 1995 كان «قتالا ضد جماعات إرهابية»، نافيا المجزرة التي راح ضحيتها 8 آلاف رجل وطفل مسلم. واعتقل «توليمير» في مايو 2007 في البوسنة والهرسك، وبدأت محاكمته في فبراير 2011، لكنها تأجلت مرات عدة لسوء حالته الصحية، أما راتكو ملاديتش الملقب ب«جزار البوسنة»، فألقي القبض عليه في صربيا العام الماضي، ويواجه الآن 11 تهمة من بينها مذبحة «سربرنيتشا».