شدّ الرحال للعاصمة المقدسة مكةالمكرمة حجا وعمرة أمر في غاية الروحانية ؛ تلبية لنداء الرحمن واقتداءً بسنة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم. وبمجرد الدخول إلى الحرم يشعر الحاج والمعتمر بالطمأنينة والسكنية والصفاء النفسي والذهني ، انعكاسا للمنحة الربانية لهذا البلد الحرام ، حيث شهدت أرضها الطاهرة نزول الآيات " المكية " المحفوظة في القرآن الكريم ، وفيها تنزل الوحي على سيد الأنبياء والبشر ومنها ينبع أطهر ماء على وجه الأرض " زمزم " بالإضافة إلى المواقع المقدسة التي لا يتم الإسلام إلا بالركن الخامس من أركانه وهو الحج. إن روحانية مكة بهذه الأوصاف المتفردة عن سواها من بلدان العالم جعلت منها جَنة العواصم ، يرافق ذلك ثورة إنشائية وتطويرية وتأهيلية ؛ بقيمة تجاوزت مائة مليار ريال طالت كل جزء من البلد الحرام ، مع مراعاة روحانية العاصمة المقدسة ، ومهوى أفئدة ملايين المسلمين في كل أنحاء العالم. وتتجه المشاريع الجديدة في مكةالمكرمة وتحديدا في المنطقة المركزية بالمسجد الحرام لمضاعفة المساحة الحالية إلى عشرة أضعاف. وكانت هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة أعلنت في وقت سابق توسعة المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكى الشريف أضعاف مساحتها الحالية ،وأن المخطط المعتمد للمنطقة المركزية حدد الطريق الدائرى الثالث حدوداً للمنطقة المستهدف تطويرها. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل وكشف وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج التنفيذية الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن مشروع إعمار مكةالمكرمة ومشروع إنشاء شبكات الطرق المختلفة بمكةالمكرمة والطرق الإشعاعية وإنشاء شبكات النقل بمحطاتها وخدماتها ودعم البنية التحتية وإعادة وتأهيل عدد من الطرق ، بلغ مجموعه ما تم رصده لهذه المشروعات أكثر من 100 مليار ريال. فيما أوضح رئيس الإدارة المركزية لتطوير المشروعات بوزارة الشؤون البلدية والقروية المهندس حبيب بن مصطفى زين العابدين أن المشروعات الجديدة التي تم تنفيذها لموسم حج هذا العام 1433ه بلغت تكلفتها أكثر من مليار و100 مليون ريال. وأصبحت المشاعر المقدسة بعد المشاريع التوسعية نقلا وتنقلا ومسكنا أكثر سهولة ويسرا ، وأدعى لتحقيق الراحة والطمأنينة أكثر لضيوف الرحمن. وأبلغت وزارة الشؤون البلدية والقروية " واس " أن ثمة مشاريع كثيرة نفذتها ومازالت تنفذها في المشاعر المقدسة ومن أبرزها منشأة الجمرات المطورة أخيرا وتحديدا في منطقة الشعيبين ومشروع الأنفاق الجديدة التي تربط الشعيبين إلى جسر الجمرات ، ما يتيح تنقلا أسهل للحجاج ، واختصار المسافة دون مرور الحجاج ببطن وادي منى. مشروع الشعيبين من المتوقع أن يسهم هذا العام في خفض كثافة حركة المشاة والمرور بوادي منى ، كما من المتوقع أن يساعد في توزيع كثافة رجم الجمرات على أدوار الجسر. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل وبالقرب من الجمرات مشروع امتداد طريق الملك خالد لأحياء المعيصم والشرائع الذي تم تنفيذه هذا العام 1433ه لتسهيل وصول الحجاج وسكان تلك الأحياء إلى وجهتم بسهولة ويسر دون مرورهم بالمناطق المزدحمة بمكةالمكرمة ، وسحب الضغط المروري بوجه عام في شوارع العاصمة المقدسة. وكان العمل قد بدأ به في منطقة الجمرات منذ خمس سنوات انتهت من مرحلتها الرابعة باستكمال أبراج الخدمات ومهابط الطائرات والمرافق العامة ، وبلغ محصلة التكلفة الإجمالية لمشروع الجمرات "4200 " مليون ريال بمساحة 700 ألف متر مربع. ويشمل المشروع على 11 مدخلا للجمرات , و 12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة ، وذلك لتسهيل عملية الرمي وعدم التدافع عند الذهاب للرمي والعودة منه , إضافة إلى تزويده بمهبط للطائرات المروحية لحالات الطوارئ ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي ويضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة. ومن المشروعات الجديدة التي سيستفيد منها ضيوف الرحمن هذا العام مشروع مستشفى شرق عرفات الذي بلغت تكاليفه (65.128.985) ريالاً , ليضاف إلى المرافق الصحية القائمة بالمشاعر المقدسة ليصبح عددها (8) مستشفيات منتشرة في مشعر عرفات ومنى , علاوة على المراكز الصحية التي يزيد عددها عن (75) مركزا صحيا جميعها تقدم الرعاية الصحية والعلاجية والوقائية لحجاج بيت الله الحرام أثناء تواجدهم في المشاعر المقدسة , وقد زودت هذه المرافق الصحية بكامل المعدات والتجهيزات الطبية والكوادر الطبية والفنية المتخصصة لتوفير الرعاية الصحية الشاملة لوفود الرحمن. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل وكان النقل أحد الصعوبات التي يواجهها الحجاج سابقا ، ومع وجود قطار المشاعر " المنشأ حديثا " أصبح من السهولة التنقل من المشاعر الثلاث منى ومزدلفة وعرفات في ظرف دقائق. وحل القطار مشكلة الازدحام في شبكة الطرق ، واختصر الوقت لبلوغ المقاصد في المشاعر المقدسة. ويمكن للقطار أن يحمل 72 ألف حاج في الساعة ونقل أكثر من نصف مليون حاج خلال 6 ساعات. وأوضحت وزارة الشؤون البلدية والقروية أن القطار يسير على عشرين خطا ويسحب أثنا عشر عربة بطول 300 متراً ، سعة العربة الواحدة 250 حاجاً وينقل القطار الواحد ما لا يقل عن ثلاثة آلاف حاج. واستطاع القطار حل معضلة الحركة المرورية ، ويساعد الخط على سحب ما لا يقل عن (30) ألف حافلة ومركبة صغيرة وكبيرة ومتوسطة ، وأوضحت الوزارة أن تكلفة القطار بلغت 6500 مليون ريال. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل ويقدم القطار خدماته بدءاًً من محطة الجمرات على طريق الملك عبد العزيز عند المستوى الخامس لمنشأة الجمرات الحديثة ويمر وسط طريق الملك عبد العزيز مرتفعاً عن الأرض بمشعر منى إلى مزدلفة ومنها إلى عرفات على الطريق الثالث ، منهيا عند المحطة الأخيرة بعرفات عند الدائري الشرقي لعرفات ، فيما يبلغ عدد محطات التوقف للقطار تسع محطات ، موزعة لثلاث محطات في كل مشعر. ويبلغ طول محطة منى 300 متراً ، ويتم الوصول إليها عن طريق منحدرات للدخول والخروج منفصلة، بالإضافة إلى سلالم متحركة ومصاعد كهربائية. وبجانب قطار المشاعر تقوم ورشة عمل كبرى لتنفيذ قطار الحرمين الذي يربط بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدة ، ويبلغ طوله (450كلم) ويجرى تنفيذه بجميع مراحله وفق البرنامج المعد له والمتمثل في البنية الأساسية لمسار المشروع وبناء محطات للركاب علي مساره بمرافقها وخدماتها المختلفة ومرحلة توريد وتركيب القضبان الحديدية وأنظمة الإشارات والاتصالات ونظام كهربة الخطوط الحديدية وتوريد قاطرات الركاب البالغ عددها 35 قطارا ومعدات الصيانة والتشغيل. وبدأ فعليا إئتلاف الشركات الوطنية والأجنبية لتنفيذ المرحلة الثانية من القطار السريع الذي يقدر تكلفته بنحو 7 مليارات دولار. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل وفي مشعر مزدلفة تم الجمع ما بين تصريف السيول بقنوات تصريف للسيول مفتوحة وقنوات أخرى مغلقة ، بالإضافة إلى إنشاء سدين على غرار السدود والقنوات التي أنشئت بمشعر منى ، وتبلغ السعة التجميعية للسدين معاً 215 ألف متر مكعب ، بينما بلغت التكلفة الكلية لمشروعات تصريف السيول في المشاعر ما يقرب من 1700مليون ريال. ومن المشاريع المطورة حديثا الخيام المقاومة للحريق بمشعر منى الذي بلغت مساحته الإجمالية (2.5) مليون متراً مربعاً غير الخدمات والمرافق والممرات ، وتبلغ طاقتها الاستيعابية حوالي مليوني حاج وعدد الخيام (45) ألف خيمة ، بقيمة 2400 مليون ريال سعودي وأنجز في ثلاث سنوات وفقا لوزارة الشؤون البلدية والقروية. وطبقت في المشاعر المقدسة نظام فريد في نوعه لمكافحة الحرائق ، وهو المتفرد في العالم يهدف لتوفير الوسائل الضرورية واللازمة لمحاصرة الحرائق فور حدوثها والقضاء عليها من خلال أنظمة متكاملة داخل وخارج المخيمات. وصفة النظام وجود خزانات مياه الحريق وعددها أربعة على شكل أنفاق وسعتها مائتي ألف متر مكعب ومنسوب الخزانات بارتفاع 540 متراً عن سطح البحر. ويوجد نظام مشابه في مشعر عرفات على شكل أنفاق في أعالي الجبال مما يغني رجال الدفاع المدني عن مركباتهم وآلياتهم ، وهو الحال في مشعر مزدلفة ، زائدا عليه استخدام الرغوة المضخوخة مع المياه لمعالجة. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل ومن أبرز المشاريع في المشاعر المقدسة خزان المليون ويهدف لتدعيم مشعري منى ومزدلفة بتغذية شبكات المياه ودورات المياه باحتياجاتها خلال موسم الحج. ونفذ في سفوح جبال مشعر منى ومزدلفة ويتسع لمليون متر مكعب ، يغطي سقف بقطر "234" متر وتبلغ مساحته "90" ألف متر مربع ، إضافة إلى خزان تجميع المياه بسعة 600 ألف متر مكعب وعدد من الخزانات وشبكات المياه التي تغطي منطقة المشاعر المقدسة وشبكات الصرف الصحي ودورات المياه. ولما كان النحر أحد مناسك الحج ولأهميته الكبرى أنشأت مدينة مخصصة للهدي والأضاحي الهدف منها تنظيم النسك والمحافظة على النظافة العامة وصيانة البيئة وفقا لمشروع الإصحاح البيئي في المجزرة الآلية الحديثة في المعيصم. وتهدف المدينة لكل أعمال الهدي من ذبح وتبريد وتجميد ومعالجة النفايات والاستفادة الكاملة من لحوم الهدي والأضاحي ومن شحومها ومخلفاتها. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل