يقترب موسم البشائر والأمطار والتغييرات الجوية - بإذن الله - بدخول أول نجوم " الوسم " وهو نجم العواء من ثلاثة منازل قمرية هي نجم السماك والغفر والزبانا. وبحسب تقويم أم القرى فإن دخول العواء الثلاثاء 16 أكتوبر ، وبذلك سيكون يوم غدٍ هو أول أيام المنازل القمرية الأربعة ، أو ما يعرف لدى المحليين جملةً " بالوسم " ويتطلع سكان الجزيرة العربية قديما بدخول موسم " الوسم " بعد أشهر الحر والجفاف والاستقرار الجوي الرتيب ، ويدخل الوسم بعد موسم سهيل. ووفقا للباحث الفلكي الدكتور عبد الله المسند فإن دخول " الوسم " يأتي بعد دخول طالع الصرفة،وهو آخر نجوم سهيل الأربعة، وسميت الصرفة بالصرفة لانصراف الحر عند طلوعها فجراً من المشرق أوائل أكتوبر، وانصراف البرد عند غروبها فجراً في جهة المغرب منتصف مارس تقريباً. وقال " الوسم ليس بمنزلة أو نجم في السماء، بل صفة لوقت من السنة، وله من المنازل القمرية أربع: العواء ودخوله في 16 أكتوبر، يليه السماك ودخوله في 29 أكتوبر، يليه الغفرودخوله في 11 نوفمبر، وأخيراً الزبانا ودخولها في 24 نوفمبر. ويختلف وقت دخول موسم الوسم من حساب إلى آخر، ففي حين تقويم أم القرى يجعل دخوله في 16 أكتوبر، هناك حسابات أخرى تجعله قبل ذلك على سبيل المثال في 10 أكتوبر كما عند ابن بسام الفلكي رحمه الله، ووفقاً لحساب أم القرى ينتهي الوسم في 6 ديسمبر فيكون عدد أيامه 52 يوماً. وأضاف المسند " تبعا لأفق المملكة فإن الليل يكون أطول من النهار في الوسم، وسيكون طول الليل خلال اليوم الأول من الوسم (16 أكتوبر الموافق 8 ذي القعدة) وفي أقصى شمال المملكة 12 ساعة و 37 دقيقة وهو الليل الأطول في حينه، بينما في وسط المملكة 12 ساعة و 27 دقيقة، أما في جنوب المملكة 12 ساعة و 15 دقيقة وهو الليل الأقصر في حينه، ويستمر الليل يأخذ من حصة النهار بمعدل دقيقة و 12 ثانية في الشمال، و 52 ثانية في الوسط، و 34 ثانية في الجنوب، وذلك بشكل يومي وذلك على وجه التقريب، حتى يكون طول الليل خلال آخر يوم في الوسم (6 ديسمبر الموافق 30 ذي الحجة) وفي أقصى شمال المملكة 13 ساعة و 49 دقيقة وهو الليل الأطول في الوسم، بينما في وسط المملكة 13 ساعة و 19 دقيقة، أما في جنوب المملكة 12 ساعة و 49 دقيقة، وهو الليل الأقصر في حينه. وعليه يتبين أن الليل يطول والنهار يقصر كلما اتجهنا شمالاً في هذا الوقت من السنة. في حين رأى الباحث المناخي خالد العوض أن دخول موسم الأمطار يختلف في المناطق السعودية حسب الموقع الجغرافي في البلاد. وقال : على سبيل المثال تتأثر مرتفعات غرب وجنوب غرب المملكة بفترتين للمطر الأولى بين شهري تموز ( يوليو) وحتى نهاية شهر أيلول ( سبتمبر ) والفترة الثانية تكون بين بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر ) وحتى نهاية شهر أيار ( مايو ). ورأى أن تحقق التوقعات طويلة الأجل مازال ضعيفاً في جميع المراصد العالمية ، ونسبة نجاحها لا يتجاوز 10-30 % ، أما على صعيد التوقعات قصيرة الأجل فيرى العوض أنها تراوح بين3-10 أيام بمشيئة الله تعالى. وتوقع الباحث العوض أن الأيام القادمة - بمشيئة الله تعالى - تبشر بخير ، متوقعا أن تشهد أجزاء من المنطقة الشمالية والشمالية الغربية والمنطقة الغربية ومنطقة القصيم ومنطقة المدينةالمنورة بداية الأسبوع المقبل هطول أمطار بين المتوسطة إلى غزيرة بمشيئة الله. وكانت المملكة قد شهدت في سنوات سابقة غزارة في الأمطار الموسمية وتحديدا في شهر أكتوبر وما بعده ويصحب ذلك اخضرار الأرض ، وظهور نبات الكمأ ، وجريان الأودية لأسابيع. ويشار إلى أن موسم 1994-1995 كان من المواسم المبكرة جداً ، حيث شهدت بعض محافظات منطقة تبوك والمنطقة الشمالية والمدينةالمنورة و المنطقة الوسطى هطول أمطار مبكرة وسجلت بعض محطات الرصد هطول قوي للمطر في الأيام الأولى من شهر تشرين الأول (أكتوبر ) خاصةً في المحافظات الواقعة غرب منطقة المدينةالمنورةوتبوك و غرب منطقة الرياضوالقصيم ، يليه موسم 1997-1998 الذي يعد من المواسم شديدة الخصب في مناطق المملكة. وهذا العام 1433ه شهدت أطراف المملكة الشمالية والغربية أمطارا وصفها الباحث العوض بالمبكرة ، مشيرا إلى أن محطات الرصد سجلت بعض الأمطار المتوسطة والخفيفة منذ بداية شهر أكتوبر الحالي تركز معظمها مابين منطقة تبوكوالمدينةالمنورة وسال على أثرها بعض الشعاب الخفيفة. ولاحظ تغير مسار الغيوم من الغرب إلى الشرق في حين تأثرت بعض المناطق بالسحب العالية المصاحبة للتيار النفاث الغربي ، لافتا النظر إلى التوقعات العددية للتنبؤات الموسمية لأعلى من المعدل السنوي خلال شهري أكتوبر الحالي ونوفمبر المقبل.