أفاد مصدر أمني لبناني بوقوع قتيل و25 جريحا في مواجهات بين الشرطة ومحتجين على الفيلم المسيء للإسلام في طرابلس شمال لبنان. وقال المصدر إن المحتجين أشعلوا مطعما للوجبات السريعة يحمل اسم ماركة أمريكية شهيرة. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، في نبأ مقتضب لها، أن "الجيش اللبناني يعمل على الانتشار في معظم شوارع مدينة طرابلس، ولاسيما أمام السرايا الحكومية، ومستديرة عبد الحميد كرامي"، إثر الحوادث الأمنية التي حصلت بعد صلاة الجمعة، وقالت إنه تم نقل المصابين إلى مستشفيات المدينة. من جانبه، اعتبر رئيس مجلس قيادة حركة "التوحيد الإسلامي"، عضو قيادة "جبهة العمل الإسلامي"، و"هيئة علماء بلاد الشام"، الشيخ هاشم منقارة، في تعليق له على الفيلم المسيء أن "الاستنكار وحده، دون عمل يضع حداً للإساءة إلى مقدسات المسلمين، لم يعد يكفي." وقال منقارة في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية: "نحن المسلمون نريد من حكومات الغرب عموماً، القيام بعمل جدي يضع حداً وبشكل نهائي، لتلك الإساءات التي تصب الزيت على النار الملتهبة في العلاقة بين الأمم والدول، والتي تؤكد حقيقة سعي أصحابها لما اصطلح على تسميته بصراع الحضارات." وتابع قائلاً: "في الوقت الذي يحض فيه الإسلام أتباعه على الوسطية والاعتدال والحوار، يأمرهم بالجهاد لرد الظلم والافتراء والإساءة والعدوان، تأكيداً لقاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، داعياً الأممالمتحدة وكافة المؤسسات والمنظمات الدولية والإسلامية والعربية، للسعي باتجاه "سن تشريعات، وفرض قوانين، تضع حداً للزندقة والإساءة إلى كل الأديان حفاظا على الأخلاق الإنسانية العامة." كما أدان النائب اللبناني السابق، مصباح الأحدب، مضمون وتوقيت الفيلم "الفتنة"، أو ما سمي زوراً "براءة المسلمين"، واصفاً الفيلم بأنه "تافه، مليء بالأكاذيب، ويهدف إلى إثارة الفتنة، وتغيير برنامج الثورات العربية، من تحقيق الحرية والديمقراطية، إلى الصراع بين الأديان والحضارات." وحذر الأحدب من "الوقوع في هذا الفخ، لأن الفيلم من السخافة والتفاهة، بحيث لا يمكن أن يسيء إلى صورة النبي الكريم، ولا إلى المسلمين، ولا إلى صورة الإسلام إجمالاً، دين التسامح والمحبة والاعتدال." واعتبر أن ردود الفعل التي حصلت على هذا الفيلم "المغرض"، والتي تخللتها "أعمال عنف وقتل لأبرياء، سواء في العالم العربي، أو في لبنان، وخصوصاً في طرابلس، هي التي "تسبب الضرر والتشويه الأكبر لصورة الإسلام والمسلمين"، على حد وصفه. تتزامن هذه المواجهات، التي اندلعت في مدينة طرابلس، شمالي لبنان، مع زيارة بابا الفاتيكان بندكتس السادس عشر، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، والتي بدأها الجمعة وتستمر لثلاثة أيام.