قال السفير الروسي في باريس ألكسندر أورلوف اليوم الجمعة إن موافقة الأسد على اتفاق جنيف حول الانتقال السياسي في سوريا وتسمية ممثل عنه للتفاوض مع المعارضة يعني أنه يوافق على الرحيل ولكن بشكل حضاري. واعتبر أورلوف في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية أن “الأسد وافق على البيان الختامي لاجتماع (مجموعة العمل الدولية حول سوريا) جنيف الذي ينص على الانتقال إلى نظام أكثر ديمقراطية، والأسد سمّى ممثلاً عنه ليتفاوض عنه مع المعارضة حول هذه العملية الانتقالية، وهذا يعني أنه يوافق على الرحيل ولكن الرحيل بطريقة حضارية". وقال إن “روسيا لا تدافع عن نظام بشار الأسد بل عن النظام العالمي كما تشكّل بعد عام 1945 حول الأممالمتحدة بناء على مبادئ معينة مثل عدم التدخل في شؤون الدول واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها". وأضاف “ليس لدينا علاقات خاصة مع نظام الأسد والرئيس الأسد، ولكن القضية بالنسبة إلينا مبدئية وتتجاوز ما يجري في سوريا، وقلنا منذ البداية إن حل الأزمة لا يكون سوى سياسيا". وقال أورلوف “نأسف لأن دول الغرب لم تعمل بما يكفي لإقناع المعارضة السورية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع النظام". ورداً على سؤال عن رأيه بأسباب الأزمة في سوريا، قال إن “النظام السوري لم يقم بأي شيء خلال فترة طويلة لتطوير النظام نحو الديمقراطية وهذا خطأ فادح يدفع ثمنه اليوم، ولكن في الوقت نفسه هناك تدخل من دول خارجية في النزاع". وحذر من أن بروز القوى الإسلامية الأصولية في العالم العربي انتشر على نطاق واسع وفي سوريا أيضاً وقال ان “بعثة المراقبين في سوريا هدأت النفوس وخففت المواجهات العسكرية". يشار إلى أن البيان الختامي لمحادثات مجموعة العمل الدولية حول سورية في جنيف أعلن عن اتفاق على عملية انتقالية يقودها السوريون، وقال المبعوث الدولي والعربي المشترك كوفي أنان إن القوى العالمية اتفقت في جنيف على خطة جديدة بشأن حكومة انتقالية سورية. وقال أنان إن الخطة لا تتضمن الدعوة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد مع إمكانية أن تضم الحكومة الانتقالية في سوريا أعضاء في الحكومة الحالية وممثلين عن المعارضة وجهات أخرى. وكانت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة قالت إن اتفاق جنيف ينص على رحيل الأسد وهو أمر نفته روسيا التي شارك وزير خارجيتها سيرغي لافروف في اجتماعات جنيف واتهمت الغرب بتحريف مضمون الاتفاق.