أعلنت فرنسا عزمها على العمل في اطار مجلس الامن للحض على تطبيق الاتفاق الذي اقر في جنيف السبت الماضي وتصعيد الضغط الدولي من اجل انتقال سياسي في سورية، وأكدت أن «الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن أيدوا خطة كوفي أنان للانتقال السياسي بمعزل» عن الرئيس بشار الأسد. وأصدر قصر الرئاسة الفرنسية بياناً أمس بعد لقاء بين الرئيس فرانسوا هولاند والعاهل الاردني عبدالله الثاني، تم خلاله تناول الملفات الدولية والاقليمية وخصوصاً الازمة الخطيرة في سورية. وأعاد هولاند التذكير بإدانة فرنسا للقمع الدامي في سورية، وأكد مجدداً دعمه لمهمة كوفي انان وتطبيق الاتفاق الذي اقر في جنيف. وأشار البيان الى ان هذا الاتفاق ينص على انشاء هيئة مزودة كامل الصلاحيات التنفيذية من شأنها ان تعيد احلال الثقة وان تضع حداً للقمع. وتابع البيان ان فرنسا تواصل بنشاط اتصالاتها مع الشركاء الدوليين استعداداً لمؤتمر اصدقاء سورية الذي يعقد في باريس الجمعة. كما بحث هولاند والعاهل الاردني موضوع مسيرة السلام في الشرق الاوسط قبيل زيارة ثانية مرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الى فرنسا، والعلاقات الثنائية الجيدة بين البلدين. واتفق الجانبان على التعاون بشكل وثيق لاعادة اطلاق مسيرة السلام ومعاودة التفاوض بأسرع وقت. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني غيدو فيسترفيليه في باريس أمس انه إذا تعذر على الوسيط الدولي كوفي أنان تطبيق الاتفاق الذي اقر في جنيف السبت الماضي حول سورية فإنه سيحال إلى مجلس الأمن من اجل إدراجه في إطار البند السابع. وأكد أن «الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن أيدوا خطة كوفي أنان والانتقال السياسي بمعزل» عن الرئيس بشار الأسد. وذكر فابيوس أن روسيا أعلنت رفضها المشاركة في مؤتمر «أصدقاء سورية» المقرر عقده الجمعة في باريس. وأضاف إن «روسيا كانت مدعوة، لكنها أعلنت عدم رغبتها في المشاركة في المؤتمر، وهو أمر غير مفاجئ». وقال الوزير الألماني إن غياب روسيا «لا يعني أننا لا نتحدث معها». وأضاف انه سيزور موسكو الخميس «لأن علينا أن تقنع الروس بأن يكونوا على الجانب الجيد للتاريخ» وان ما يقوم به الرئيس السوري بشار الأسد «لا يغتفر وعهده انتهى وعلينا العمل على إيجاد بديل وإلا فالحريق سيشعل المنطقة وستكون نتائجه أسوأ بكثير» من الوضع السائد الآن. وأقر فابيوس بأن اتفاق جنيف أثار ردود فعل متباينة لدى المعارضة السورية وان «من حقها أن تطمح إلى المزيد من الوضوح»، مشيراً إلى أن من يقرأ نص اتفاق جنيف الذي نوقش بشكل مطول جداً يرى انه ينص على حكومة انتقالية تتسلم كل السلطات التنفيذية «ما يعني أن هذه السلطات لن تعود لديه (الأسد) وان لا مكان له وللمقربين منه في الحكومة الانتقالية التي ينبغي أن تضم بموجب الاتفاق شخصيات محايدة». وأضاف أن التفسيرات تباينت في هذا الشأن ولكن «المهم أن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن أيدوا خطة أنان والانتقال السياسي بمعزل» عن الأسد و «كل ما تبقى مجرد كلام». وتابع فابيوس إن المهم الآن هو تطبيق الاتفاق، إذ سيبدأ أنان اتصالاته مع الأطراف في هذا الشأن وإذا لم يتمكن من ذلك فان «النص سيحال إلى مجلس الأمن من أجل إدراجه في إطار البند السابع»، مشيراً إلى أن الاتفاق موقع من قبل الأعضاء الدائمين «الذين سيتوجب عليهم القول ما إذا كانوا يريدون الوفاء بالتزاماتهم». وأبدى فيسترفيليه ترحيبه باجتماع مؤتمر أصدقاء سورية الذي يهدف إلى دعم المعارضة السورية وتوجيه رسالة حازمة جديدة إلى النظام السوري وقال: «علينا أن نعبر عن تضامننا مع السوريين ليعرفوا أننا بجانبهم» كما «علينا استخدام الوسائل المدنية لتعزيز الضغط» على النظام. ومن المرتقب أن تشارك اكثر من 150 دولة وهيئة إضافة إلى ممثلين عن المعارضة في مؤتمر أصدقاء سورية الذي يفتتحه رئيس الجمهورية الفرنسي فرانسوا هولاند صباح الجمعة ويختتم بعد الظهر بمؤتمر صحافي يعقده فابيوس.