قال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي النعيمي، في كلمته التي ألقاها أمام حضور يقارب عشرة آلاف، في ستاد كرة القدم في جامعة لاهاي الأمريكية "يسألني الناس عن حياتي المهنية الخاصة، عن رحلتي الطويلة والغريبة من صبي بدوي إلى خريج في لاهاي، إلى رئيس تنفيذي لأكبر شركة نفط في العالم، إلى وزير للبترول والثروة المعدنية في المملكة". وأضاف في كلمته أمام خريجي الجامعة التي تخرج فيها عام 1962 "عندما أتحدث إلى الشباب أجدهم يبحثون عن السر وراء مسيرتي الناجحة، ولكني أخشى، أيها الخريجون، ألا يكون هناك أي سر، فالذكاء عامل مساعد بطبيعة الحال، وما كان لكم أن توجدوا هنا اليوم لو لم تكونوا أذكياء، ولكن الخيال أكثر أهمية من المعرفة - كما قال ألبرت أينشتاين. فالمعرفة بحد ذاتها ليست مهمة، أما ما نصنعه بالمعرفة فهذا هو المهم". ومنحت جامعة لاهاي الأمريكية في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، شهادة الدكتوراه الفخرية لوزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، وذلك تقديراً لتميزه وجهوده الإيجابية في الصناعة البترولية السعودية، وعلى المستوى العالمي. ووفقاً لصحيفة الاقتصادية فقد تحدث النعيمي عن تجربته المبكرة في الجامعة التي تخرج منها عام 1962، قائلاً: لقد قدمت لأول مرة إلى الولاياتالمتحدة من المملكة في عام 1959، حينما كان جون كينيدي رئيساً للولايات المتحدة، وكنا في زمن الحرب الباردة، وسباق الفضاء، والآمال العريضة، والمخاوف الواسعة، والتفاؤل، والفرص، والنجاحات، والإخفاقات الواضحة. وأضاف "كانت بلادي آنذاك فقيرة وغير متطورة، وكانت الولاياتالمتحدة بالفعل قوة رائدة على الساحة العالمية، ولم يكن هناك، صدقوا أو لا تصدقوا، إنترنت ولا فيسبوك ولا آيفون أو آي باد، ومع أن السوفييت والأمريكان كانوا يخططون لإرسال بعثاتهما إلى الفضاء، كان الوصول إلى الولاياتالمتحدة من المملكة يستغرق أربعة أيام بالطائرة، وهي الرحلة التي تستغرق اليوم 15 ساعة فقط". وأشار الوزير إلى العلاقة المبكرة بين المملكة والولاياتالمتحدة، ومراحل اكتشاف النفط بقوله: العلاقة والتفاهم بين المملكة والولاياتالمتحدة قد تطورت في العصر الحاضر، وعلينا أن نتذكر أن الشركات الأمريكية هي أول من اكتشف النفط في المملكة، وأن عدة آلاف من الأمريكيين لا يزالون يعيشون ويعملون في المملكة. وعندما جئت إلى هنا، كنت أحد السعوديين القلائل الدارسين في الولاياتالمتحدة، أما الآن فهناك عشرات الآلاف من الدارسين. ولا يزال بلدانا على علاقة وطيدة ولا سيما في مجال الطاقة، وغيرها من المسائل التي تذهب إلى ما هو أبعد من الطاقة، فهما يسعيان معا من أجل عالم يتسم بمزيد من التفاهم، والتسامح المتبادل، واحترام كرامة الإنسان، والاعتماد السلمي على بعضه البعض. وفي كلمته التي ألقاها أمام حضور يقارب عشرة آلاف في ستاد كرة القدم في جامعة لاهاي، تحدث وزير البترول والثروة المعدنية عن التحديات الراهنة التي تواجه العالم، قائلاً: إننا نعيش اليوم زمن الآمال والمخاوف وفترة الاكتشاف والتقدم، غير أن وجودنا في هذا المكان الجميل داخل الحرم الجامعي لجامعة لاهاي ربما ينسينا أن العالم يواجه العديد من التحديات الصعبة. وأضاف: إن متوسط العمر المتوقع في الولاياتالمتحدة هو 78 سنة، ولكنه في بعض الدول الإفريقية يقل عن 50 سنة. وهناك ما يقرب من مليار شخص لا يجدون مياه الشرب النظيفة، ومليار آخر يعانون الجوع في كل يوم. وفيما يتعلق بالمرأة، وهو موضوع وثيق الصلة اليوم، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 70 في المائة من فقراء العالم البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة هم من الإناث. وقال إن هناك أيضا العديد من تحديات الطاقة المستقبلية الدولية والاقتصادية والبيئية. إنها ليست مشاكل نظرية، بل هي قضايا حقيقية تواجه البشرية. ويتطلب حل هذه المشاكل إلى ذكاء ومثابرة وشغف وعمل جاد. هذه هي الصفات التي تعلمتها في لاهاي وهي الصفات التي أوقن بأنكم قد تعلمتموها الآن، وعليكم مسؤولية إيجاد حلول لهذه القضايا وغيرها كثير. ثم تطرق النعيمي إلى تجربته الشخصية في العمل، وفي التغيير، والسعي الدائم إلى صناعة الفرق، حيث قال: يسألني الناس عن حياتي المهنية الخاصة، عن رحلتي الطويلة والغريبة من صبي بدوي إلى خريج في لاهاي إلى رئيس تنفيذي لأكبر شركة نفط في العالم إلى وزير للبترول والثروة المعدنية في المملكة. وعندما أتحدث إلى الشباب أجدهم يبحثون عن سر وراء مسيرتي الناجحة، ولكني أخشى، أيها الخريجون، ألا يكون هناك أي سر. فالذكاء عامل مساعد بطبيعة الحال، وما كان لكم أن تتواجدوا هنا اليوم لو لم تكونوا أذكياء، ولكن الخيال أكثر أهمية من المعرفة كما قال ألبرت أينشتاين. فالمعرفة بحد ذاتها ليست مهمة، أما ما نصنعه بالمعرفة فهذا هو المهم. وأضاف أن من الأهمية أيضا أن تكونوا من أصحاب الطموح وأن يكون لديكم الدافع والمثابرة والعزم. كما تحتاجون لأن تتحلوا بالمرونة وأن تظلوا مع ذلك متواضعين تتجنبون الحسد ولا تنسون أبداً من أتاحوا لكم الفرص، من معلميكم وأساتذتكم وأصدقائكم وعائلاتكم. وبعد الذكاء والطموح والنجاح يأتي العمل الجاد والحظ، وهذا في الحقيقة أمر واقع في حياتي. ولكن ما هو الحظ في حد ذاته؟ إنه العمل الجاد للوصول إلى وضع تمتلك فيه الخيارات. وعندما يتسنى لك ذلك، فإنك تستخدم ذكاءك لاتخاذ الخيار الصحيح. وأشار وزير البترول والثروة المعدنية إلى دور الخريجين في الإنجاز والتغيير وصناعة الأفكار، بقوله: ماذا سيحدث بعد 50 سنة من الآن أيها الخريجون؟ لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالمستقبل. ولكن يمكننا جميعا أن نعمل من أجل عالم نحب لأبنائنا وأحفادنا أن يعيشوا فيه. عالم من السلام والوئام والرخاء والمسؤولية البيئية والفرص للبشرية جمعاء، عالم خال من الجوع والفقر. قد تكون هذه مثلا عليا ولكنها أيضا أهداف قابلة للتحقيق. أهداف ينبغي لخريجي 2012 أن يسعوا إلى تحقيقها بالجهد والتطبيق والتصميم.