عندما توشك العلاقات بين الدول على الانقطاع والمعاداة، وتطفو لغة التهديد على السطح، ويزداد سقف الحساسية بين الدول الإقليمية، يشمر الإعلام عن ساعدية محذراً من تفاقم الأزمات ضارباً المثل بمن تطلع طموحه للاعتداء على جاره. وقريباً من التهديدات الإيرانية التي بدت تأخذ منعطفاً خطيراً الأيام الماضية، على خلفية التصريحات المعادية لدولة الإمارات العربية الشقيقة بما يتعلق بالجزر الإماراتية، وإصرار الطرف الإيراني على أن الجزر تنتمي للدولة الإيرانية، كتبت صحيفة "ميهن" الإيرانية محذرة من أن معادة دول الخليج سينقلب حتماً بالخسائر على إيران، حيث رأت أن أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى ردة فعل قد تفرض على إيران عقوبة النفط مقابل الغذاء أو أسوأ من ذلك، في إشارة إلى تعرض العراق لهذه العقوبة في أعقاب غزوه للكويت. وأضافت الصحيفة: "يبدو أن البعض لايزال يعيش في أجواء تعود إلى قبل 50 عاماً فيمارس سياسة (حرّض فافرضْ) ولم يتفهم البعض على رأس السلطة في بلدانهم بأن العالم تغير". واستشهدت الصحيفة بغزو الكويت من قبل صدام حسين "والتي تسببت في سقوط حكمه في العراق"، حيث كان الرئيس العراقي السابق "ينظر إلى الكويت بنظرة دونية وعلى أنها جزء من الأراضي العراقية.. مثيراً النزعة الوطنية العراقية للهروب من مشاكله الداخلية من قبيل الفساد الإداري الذي كان ينخر في الاقتصاد العراقي". ثم قارنت الصحيفة الخلافات بين الإماراتوإيران حول الجزر المتنازع عليها بالموقف العراقي من الكويت فكتبت تقول: "إن نظرة إيران إلى الكثير من البلدان العربية في منطقة (الخليج) لا تختلف عن نظرة العراق في السابق نحو الكويت". وتابعت إن إيران تتناسى مقولة المسؤولين الإماراتيين إن بلادهم ليس ذلك البلد الحديث الولادة في الثاني من ديسمبر 1971.. فاليوم تحظى الإمارات بأهمية قصوى في المنطقة وبين جيرانها من الناحية الاقتصادية، حيث هناك استثمارات عاليمة ضخمة، ويتمتع هذا البلد بمكانة استراتيجية بالغة الدقة والحساسية نتيجة لتحالفاتها السياسية والعسكرية.