وصل عدد القتلى السوريين برصاص قوات نظام الأسد إلى 550 قتيلاً، منذ أن بدأت مهمة المراقبين الدوليين عملها في سوريا منذ أسبوعين. من جانبه قال جورج صبرا، عضو المكتب التنفيذي للأمانة العامة بالمجلس الوطني السوري، إن مبادرة المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان لوضع حد للعنف المتصاعد في سوريا،لم يجنِ ثمارها الشعب السوري بل على النقيض من ذلك زادت وتيرة القتل والتهجير وارتكبت العديد من المجازر، ولعل آخرها مذبحة مشاع الطيار في مدينة حماة التي استخدمت فيها صواريخ "سكود" تحت مرأى ومسمع العالم، بالإضافة الى أن عدد القتلى وصل إلى 550 قتيلاً منذ وصول المراقبين الى الأراضي السورية. وأشاد صبرا بمبادرة عنان وبانتشار المراقبين في مناطق مختلفة من سوريا، ونوّه إلى أن تقارير البعثة الأممية تفيد بأن الأسلحة الثقيلة تستخدم لقتل المدنيين. وأوضح صبرا خلال حديثه على قناة "العربية"، أن ما يؤلمنا هو عجز مجلس الأمن والمجتمع الدولي عن القيام بمهمة بسيطة ألا وهي وقف القتل من قبل سلطة باغية على شعبها، مشيراً في الوقت ذاته إلى ان المجلس الوطني يتفهم تعقيدات المجتمع الدولي، وقال إنه آن الأوان لمجلس الأمن أن يقول إنه لا يمكن لحق النقض الفيتو أن يقف حجرة عثرة أمام مهمته لوقف شلال الدم المتدفق في سوريا. وحول الانفجار الذي استهدف حي الميدان اليوم بالعاصمة دمشق، أشار إلى أنه من مسؤولية النظام السوري، وعزا ذلك إلى أن تلك الانفجارات تحدث صباح كل جمعة خاصة أمام المساجد والساحات الكبرى كونها مكاناً لتجمع المتظاهرين المناهضين لحكم بشار. بدورها شجبت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس استمرار النظام السوري باستخدام الأسلحة الثقيلة ضدّ المدنيين، وهددت بفرض مزيد من الضغوط على دمشق في حال فشلت مهمة المراقبين الدوليين. فقد عبر ميكائيل مان الناطق باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون اليوم عن "قلق الاتحاد العميق إزاء استمرار العنف من قبل النظام السوري رغم اتفاق وقف إطلاق النار". وأضاف -خلال لقاء صحفي- "من الواضح أن نظام الأسد لا يحترم تعهداته المنصوص عليها في خطة أنان.. لقد وعدوا بسحب أسلحتهم الثقيلة من المدن ولم يحدث شيء من ذلك.. نتمنى أن يغير حضور المراقبين الدوليين الوضع على الأرض ونحن مستعدون لدعم مهمتهم تقنيا". وقد رفض المتحدث الأوروبي التكهن بخصوص إمكانية اللجوء لاستعمال القوة ضد نظام الأسد في حال فشلت كل المساعي السلمية. يتزامن ذلك مع دعوة وجهتها جماعة الإخوان المسلمين السورية للأمم المتحدة الجمعة من أجل إعلان فشل خطة أنان وتجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية. وطالبت الجماعة في بيانها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "أن يقرن إعلانه عن امتناع حكومة الرئيس بشار الأسد عن الالتزام بعملية السلام، باعتبار خطة السيد كوفي أنان منتهية.. في الوقت الذي يسقط فيه يوميا على أيدي العصابات المارقة عشرات الأبرياء". وطالب البيان بان أيضا "بتجميد عضوية سوريا في الأممالمتحدة إلى حين قيام حكومة معبرة عن إرادة الشعب السوري"، داعيا المجتمع الدولي إلى "إسقاط أي صفة تمثيلية لبشار الأسد وحكومته ومعاملتهم على أنهم مجموعة مارقة اختطفت الدولة والمجتمع في سوريا". يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة طالب بدوره الخميس الحكومة السورية بالامتثال لتعهداتها "دون تأخير"، واتهمها بعدم الوفاء بوعودها بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن وفق خطة أنان التي تعهدت بتطبيقها.