تجدد القصف أمس على أحياء في مدينة حمص في وسط سوريا، بحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية، في وقت تتواصل مهمة فريق المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار الهش في البلاد. فيما أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن سوريا ستواصل «احترام» خطة موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، لكن العصابات الإرهابية تستفزنا. بينما أعلن حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري في ختام اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا، الذي عقد في قطر أن عمليات القتل واستخدام المعدات العسكرية الثقيلة مستمر، رغم قرار مجلس الأمن الأخير، وهو أمر «مؤسف ومحزن». إلى ذلك ناشدت زوجتا سفيري بريطانيا وألمانيا لدى الأممالمتحدة في تسجيل مصور عبر الإنترنت زوجة بشار الأسد «أسماء» أن تمنع زوجها من الاستمرار في القتل. وقالت لجان التنسيق في بيان لها إن «القصف العشوائي تجدد أمس على منازل المدنيين في أحياء الخالدية والبياضة»، مشيرة إلى «قصف عنيف» أيضاً «على حيي جورة الشياح والقرابيص يترافق مع إطلاق نار كثيف وتحليق طيران استطلاع». وتتعرض حمص للقصف منذ السبت الماضي بعد يومين من بدء تطبيق وقف إطلاق النار بموجب خطة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي أنان. وارتفع عدد ضحايا أعمال العنف أمس الأول إلى 20 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأعلن المرصد في بيانه أمس عن مقتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية السورية ومدنيين اثنين «في انفجار عبوة ناسفة مساء أمس الأول استهدف سيارة كانت متوقفة قرب محطة وقود في مدينة حلب (شمال)، وأخرى في الوقت نفسه لدى مرور حافلة كانت تقل عناصر من القوات النظامية في المدينة. ويواصل فريق المراقبين الصغير الذي وصل الأحد الماضي إلى دمشق مهمته على أن ينضم إليه آخرون في الأيام اللاحقة. من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن سوريا ستواصل احترام خطة موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، لكن العصابات الإرهابية تستفزنا، حسبما ذكرت وكالة أنباء الصين أمس. وقال وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي نقلاً عن نظيره السوري إن: «وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن سوريا ستواصل احترام وتنفيذ اقتراح أنان الذي يتألف من ست نقاط». وأضاف يانغ في بيان لوزارة الخارجية الصينية أن دمشق «ستواصل تطبيق التزاماتها في مجال وقف إطلاق النار وسحب القوات». وتابع أن وليد أكد أيضا أن دمشق ستواصل التعاون مع بعثة المراقبين الدوليين الذين أرسلوا إلى سوريا لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار. وتأتي تصريحات الوزير الصيني بعدما اتهم دبلوماسيون في الأممالمتحدة أمس الأول سوريا بعرقلة التوصل إلى اتفاق مع مراقبي المنظمة الدولية الذين وصلوا مطلع الأسبوع الجاري إلى دمشق. من جهته، أعلن حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري في ختام اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا، الذي عقد في قطر أن عمليات القتل واستخدام المعدات العسكرية الثقيلة مستمر، رغم قرار مجلس الأمن الأخير، هو»أمر مؤسف ومحزن». وأضاف «اللجنة العربية لم تلمس تغيراً جوهرياً في تعاطي نظام الأسد مع الأزمة». وقال بن جاسم «إن النظام السوري لم يلتزم بالنقاط الست التي نصت عليها المبادرة العربية». كما أشار إلى أن المبعوث الأممي العربي كوفي أنان سيقدم تقريراً عن الوضع في سوريا في التاسع عشر من الشهر الجاري. من جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: «إن بعثة المنظمة الدولية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، قد تحتاج إلى جلب طائرات خاصة بها ونشر المزيد من القوات لضمان تثبيت الهدنة في أنحاء البلاد». وأضاف بان أن وقف إطلاق النار تمت مراعاته بصفة عامة، لكن مازالت هناك أعمال عنف، غير أن بعثة الأممالمتحدة لن تكون كافية في ضوء الموقف الحالي واتساع رقعة البلاد». كما كرر قوله في لوكسمبورج «إن الأممالمتحدة طلبت من الاتحاد الاوروبي تقديم طائرات هليكوبتر وطائرات أخرى لتحسين القدرة على التحرك. ولم يتضح ما إذا كان الأسد سيسمح بنشر مزيد من قوات الأممالمتحدة والطائرات الأجنبية في بلاده. إلى ذلك، ناشدت زوجتا سفيري بريطانيا وألمانيا لدى الأممالمتحدة في تسجيل مصور عبر الانترنت زوجة بشار الأسد «أسماء» أن تمنع زوجها من الاستمرار في القتل. وقالت زوجتا السفيرين في التسجيل المصور: «قفي بجانب السلام، يا أسماء، تكلمي الآن بصوت مرتفع من أجل شعبك، امنعي زوجك وتوقفي عن القيام بدور المتفرج، لا أحد يعبأ بصورتك، نحن نعبأ بأفعالك». ويظهر التسجيل المصور الذي تبلغ مدته نحو أربع دقائق، صوراً لأطفال سوريين قتلى ومصابين، في تناقض مع صور أخرى للسيدة الأولى بكامل أناقتها وترفها. وتظهر أسماء الأسد في واحدة من لقطات الفيلم منحنية لتقبيل فتاة تنزل من حافلة، ومن ثم تظهر امرأة تحتضن طفلاً ميتاً. وفي مقارنة مؤثرة جداً يقول الفيديو «يا أسماء.. عندما تقبلين أطفالك وتتمنين لهم ليلة سعيدة، هناك أم أخرى سوف تجد مكان أطفالها فارغاً في تلك الليلة».