ينتظم اليوم عقد حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر بعد أن نفروا إليها صباح هذا اليوم الأحد التاسع من شهر ذي الحجة ليشهدوا يوم الوقفة الكبرى وأداء الركن الأعظم من مناسك الحج في مواكب إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، ملبين متضرعين داعين الله - عز وجل - أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار في هذا اليوم الذي لم تطلع الشمس على يوم خير منه. حيث تم انتقال حجاج بيت الله الحرام من منى إلى عرفات في مزيد من السهولة والانسيابية بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين من إمكانات ضخمة وترتيبات متميزة لتأمين انتقال وفود بيت الله الحرام من المشاعر المقدسة وهم يتفيأون بظلال الأمن والأمان والراحة والاطمئنان. وفي اليوم الأعظم التاسع من ذي الحجة يوم الحج الأكبر يقف أكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات الطاهر ملبين مكبرين الله ليشهدوا ركن الحج الأعظم وذلك بعد أن قضوا تأسياً بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمس السبت يوم التروية بمشعر منى الطاهر مغمورين بالسكينة والوقار لقدسية وجلال الزمان والمكان تحوطهم رعاية المولى - عز وجل -. ويقوم المسؤولون في المملكة العربية السعودية وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله بمتابعة حركة عملية التصعيد في مرحلتها الثانية من مشعر منى إلى صعيد عرفات، هذا وينفر حجاج بيت الله الحرام الذي يبلغ عددهم أكثر من مليوني حاج بعد مغيب شمس هذا اليوم الأحد إلى مشعر مزدلفة في المرحلة الثالثة ثم إلى منى مع فجر يوم الاثنين أول أيام عيد الأضحى المبارك. وقد اتصفت المرحلة الأولى والثانية لرحلة حجاج بيت الله الحرام يوم أمس السبت من مكةالمكرمة إلى مشعر منى ومن ثم إلى صعد عرفات بالنجاح والانسيابية وفي وقت قياسي على الرغم من كثافة عدد الحجاج وذلك بفضل الله - عز وجل - ثم بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - كما تابع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية العديد من الإمكانات تمثلت بالمشروعات العملاقة ومنها شبكات الطرق الحديثة والسريعة وما يتصل بها من أنفاق وجسور وبما خصص منها لسير المركبات أو حركة المشاة التي تم تظليلها لوقاية الحجاج من وهج الشمس التي انعكست على انسيابية حركة السير ووجود وتعاون الجهات المعنية بتقديم وتوفير الخدمات للحجاج. وقد انتشر رجال الأمن العام على جميع الطرق المؤدية من مكةالمكرمة إلى منى وعرفات ومزدلفة لتنفيذ خطة السير والإسهام في تنفيذها، وتنظيمها كما اسهم أفراد الحرس الوطني وقوى الأمن الداخلي والكشافة في تعزيز دور رجال الأمن والمرافق الصحية من مستشفيات ومراكز صحية والوحدات العلاجية والوقائية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية بالحرس الوطني والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي، كما توافرت مراكز الاتصالات الحديثة الهاتفية والبرقية والتلكسية والبريدية التي تتيح للحجاج إمكانية الاتصال بأهلهم وذويهم بمختلف دول العالم إلى جانب توافر المواد الغذائية المتنوعة الطازجة من خلال نقاط البيع المنتشرة في أرجاء المشاعر المقدسة على طول الطرق بمختلف اتجاهاتها. كما هيئت لضيوف الرحمن آلاف الحافلات ووسائل النقل المزودة بجميع وسائل الراحة حيث تسلك هذه الحافلات شبكة من الطرق مشتملة على الطرق السريعة والأنفاق والجسور صممت ونفذت على أحدث المواصفات العالمية وزودت بكل وسائل السلامة وباللوحات الإرشادية التي توصل كل حاج إلى الموقع المحدد له في المشاعر - بإذن الله تعالى - فيما هيئت طرق خاصة بالمشاة تم تظليلها وتهيئتها بكل ما يحتاج إليه الحاج، واخذت الخدمات الأخرى التي تصاحب الحاج في كل موقع أماكنها حيث انتشرت المحلات التجارية المحتوية على المواد الغذائية والمياه إلى جانب المواقع الصحية والإسعافية فيما يقف رجال الأمن من مختلف القطاعات بمن فيهم رجال الكشافة على مختلف الطرق لإرشاد ضيوف الرحمن وتوعيتهم ومساعدتهم. أما منى التي تعد من يوم غد أول أيام عيد الأضحى المبارك من اكبر مدن العالم تأهلا بالسكان فقد استكملت فيها جميع الخدمات سواء صحية أو تموينية وبلدية أو توعوية واسكان تضيئها شبكة من الكهرباء جعلت منها درة تتلألأ ليلاً ونهاراً استبشاراً بقدوم ضيوف الرحمن، فيما يقف رجال الأمن في كل ناحية من أنحاء هذا المشعر ناذرين أنفسهم لخدمة إخوانهم الحجاج والاضطلاع بهذا الشرف العظيم الذي خص الله به هذا البلد الحرام قيادة وحكومة وشعباً، مستمدين من الله العون واضعين نصب أعينهم تنفيذ التوجيهات السامية المستمرة من قائدهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز اللذين يعملان ليل نهار لخدمة الإسلام والمسلمين أينما كانوا ينشدون راحة الحجاج وخدمته وأمنه وأمانه وطمأنينته، فيما تربط آلاف من دوائر الاتصالات الهاتفية والبرقية والبريدية الحاج بأهله وذويه في جميع أنحاء الأرض. وفي منى أيضاً المدينة المؤقتة أقيمت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية والإسعافية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية في وزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية والحرس الوطني وجمعية الهلال الأحمر السعودي تحوي العيادات التخصصية كلها وآلاف الأسرة وزودت جميعها بالأدوية اللازمة لخدمة ضيوف بيت الله الحرام.