أفرجت الاستخبارات السورية بعد منتصف ليل السبت عن صيادَيْن لبنانيين، نتيجة اتصالات مكثفة تمت بين الجانبين السوري واللبناني، وقد بدت آثار التعذيب والضرب بوضوح على جسديهما. وفي لقاء مع "العربية.نت"، قال فادي (أحد الصيادين) منفعلاً: "تمنيت الموت حقاً"، كاشفاً ما دار بينه وبين مخابرات الجيش السوري. وكان أهالي قرية العريضة اللبنانية قد شيعوا بحزن جثمان ماهر حمد ذي الستة عشر ربيعاً، التي مازالت تحت تأثير حادثة السبت، حيث أقدمت البحرية السورية على قتله رمياً بالرصاص كما قامت بخطف الصيادين فادي وخالد حمد اللذين كانا على متن المركب نفسه واقتادتهما إلى سوريا بتهمة تهريب البضائع. وأضاف فادي أنهما وجدا نفسيهما في أحد المراكز العسكرية في طرطوس، حيث انهال عليهما أحد الضباط بالضرب المبرح طالباً منهماً الاعتراف بتهريب السلاح الى سوريا بأمر من رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري. ويتابع فادي باسي بمرارة قائلاً: "لم أتخيل أن يصل تجني النظام السوري الى هذا الحد". ولم تكن قصة الاعتداء هذه الوحيدة، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة من قبل السلطات السورية على الجانب اللبناني، فأهالي منطقة العريضة مصممون على المضي بقطع الطريق الدولية بين لبنان وسوريا احتجاجاً على استمرار تعرض اللبنانيين الى الاعتداءات من قبل النظام السوري، على حد تعبير هيثم درويش أحد أهالي الضحية. كما طالب درويش استرداد المركب الذي تمت مصادرته من قبال رجال الأمن السوري لأنه يشكل مصدر عيش لعائلات بأكملها هنا في منطقة العريضة. وفي السياق عينه، صرّح النائب عن كتلة المستقبل خالد الضاهر الذي واكب تشييع الفتى ل"العربية.نت"، إن هذه الاعتداءات السافرة من قبل النظام السوري على لبنان تخطت كل الحدود. وانتقد تقصير الحكومة اللبنانية في حماية المواطنين، متهماً إياها بالتواطؤ مع النظام السوري. واعتبر أن صمت الحكومة يشجع هذا النظام على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المواطنين اللبنانيين. وأعلن أن كتلة المستقبل وكل قوى 14 آذار ستظل تتصدى الى كل تلك الاختراقات وستتطالب الحكومة برفع شكوى أمام القضاء الدولي لمحاسبة قتلة الفتى الذي ذهب ضحية تسلط هذا النظام.