لم تكن المجالس الخليجية تتطرق في أحاديثها عن الكوارث النووية التي شهدها العالم، كحديثها عنها اليوم، وما خلفته من خسائر مادية وبشرية، وأضرار بيئية وصحية لا تزال آثارها ماثلة حتى وقتنا الحاضر. هذا الاهتمام نشأ من المخاوف من كارثة نووية قد تقع -لا قدر الله- في مفاعل بوشهر النووي الإيراني الذي يُهدِّد جل دول المجلس وبخاصة الكويت؛ لقدمه وانتهاء عمره الافتراضي، وافتقاره إلى معايير السلامة والأمان، ووقوع مدينة بوشهر على خط زلازل نشط وأي زلزال كبير أو متوسط قد يؤدي إلى انقطاع مياه التبريد عن المفاعل النووي، ما سيؤدي -لا سمح الله- إلى كارثة حقيقية. لم يخف قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قمتهم ال33 التي شهدتها العاصمة البحرينية المنامة الشهر الماضي، قلقهم إزاء ذلك، حيث دعوا في البيان الختامي الصادر عن القمة، إيران إلى الشفافية التامة حيال هذا الموضوع، كما طالبوها بالانضمام الفوري إلى اتفاقية السلامة النووية، وتطبيق أعلى معايير السلامة في منشآتها النووية. وللتذكيرفقط، فإن العالم شهد العديد من الكوارث النووية أبرزها، "ثري مايل آيلاند" في الولاياتالمتحدة عام 1979، و"تشرنوبيل" في أوكرانيا عام 1986، و"فوكوشيما" في اليابان عام2011. ويمكن وصف "كارثة تشيرنوبل" بأنها "أسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي شهدتها البشرية حتى الآن"، وخلفت بحسب تقديرات الأممالمتحدة أربعة آلاف قتيل، فيما قالت السلطات الأوكرانية: "إن عدد الضحايا بلغ ثمانية آلاف شخص، وتسببت بإصابة عشرات الآلاف من السكان بسرطان الغدة الدرقية المميت. كما تسببت "الكارثة" في تلوث 1.4 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في أوكرانيا وروسيا البيضاء بالإشعاعات النووية. وبحسب ما ذكره بعض الخبراء والمختصين، فإن تسرب أي إشعاع نووي من مفاعل بوشهر الإيراني يحتاج حتى يبلغ الكويت إلى بضع ساعات، وللسعودية إلى ثلاثة أيام، وأنه خلال ستة أشهر يمكن وصول الإشعاع النووي إلى العديد من بلدان المنطقة شاملاً ذلك مصر، سوريا، الأردن، العراق، لبنان، اليمن، أفغانستان، باكستان، وتركيا، وبالرغم من أن حدوث تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر النووي -لاسمح الله-، قد يقتل نحو مليون مواطن إيراني على الأقل، وقد يصيب مئات الآلاف بإشعاعات قاتلة، إلا أن طهران لا تبالي في هذا الموضوع، ولازال العمل قائمًا في المفاعل المعني، حيث تسعى إلى الوصول للقنبلة النووية بأي طريقة، ولو على حساب شعبها. المطلوب من المجتمع الدولي، التعامل بجدية وحزم مع ملف إيران النووي بعد أن أصبحت القضية ذات بعد كارثي محتمل تتزايد مخاطره يومًا بعد يوم، خاصة مع افتقار إيران للخبراء والعلماء والتقنيات النووية المتقدمة المتعلقة بكيفية التعامل مع الحوادث النووية التي لم تستثن دولاً متقدمة نوويًا وتقنيًا كالولاياتالمتحدة وروسيا واليابان.