نظّم النادي الأدبي بالرياض -أمس الثلاثاء (22/3/1436ه) الموافق، (13 يناير 2015م)، بمقره بحي الملز- أمسية شعرية وحوارًا مفتوحًا، حول الشأن الثقافي الفلسطيني، مع الشاعر "مراد السوداني" -رئيس بيت الشعر الفلسطيني، الأمين العام لاتحاد الكتّاب الفلسطينيين- بحضور عدد كبير من الجالية الفلسطينية، يتقدمهم نائب السفير، الدكتور "ماهر الكركي"، والمستشار "أحمد علي"، وعدد من الأدباء والمثقفين. وقد أدارت الندوة، الشاعرة والإعلامية المعروفة "ميسون أبوبكر"، التي –بدورها- تحدثت عن المحاضر، وعن واقع الشعر المعاصر. عقب ذلك تحدث رئيس بيت الشعر الفلسطيني، شاكرًا النادي الأدبي على تنظيم هذه الفعالية، واستهلّ اللقاء بحديث عن المشهد الثقافي في فلسطين والحركة الثقافية هناك، وألمح إلى العوائق التي تحول دون انتشار بعض الأدباء، إذ إن طبيعة المشهد الثقافي تحت الاحتلال -وما يقوم به الاحتلال من معوقات- تحول دون التواصل بين الجغرافيات الفلسطينية ما بين فلسطين المحتلة 48 وفلسطين 67، بما فيها القدس وغزة بالإضافة للشتات، وأشار إلى ما يقوم به الاحتلال من منع دخول الكتب من وإلى فلسطين عبر الرقابة المشدّدة على المطبوعات، إضافة لإغلاق المؤسسات الثقافية في القدس والتضييق على الفعل الثقافي داخل القدس، وكذلك حصار المنهاج التعليمي في مؤسسات القدس، من خلال الحذف للكتب من تفاصيل المنهاج، إضافة لاستلاب الثقافة الفلسطينية في فلسطينالمحتلة العام 1948م، من خلال تعميم اللغة العبرية في محاولة لطمس اللغة العربية وتغييبها وإلغائها، وقال: إن الثقافة الفلسطينية تواجه آليات محو واستلاب احتلالية، في محاولة لكتابة الرواية عن فلسطين من خلال الأدوات والرؤيا الاحتلالية، وهنا يمكن التحدي في مواجهة هذه الرواية المزيفة والمفبركة، التي يعمل الاحتلال على إشاعتها؛ لأنه يسعى لمحو هذه الهوية والذاكرة الفلسطينية بشتى الطرق. بعدها ألقى الشاعر مراد السوداني بعض القصائد، ومنها: "ليس عندي ما سأخسره..* * قال الفتى الجبليّ* *عبرت درب التيه هتافًا لتكتبني* * الغزالة في كتاب الرمل ماء كالدخان* *وقطفت نرجسة الدموع ففاض كحل الليل أخضر .. * *وتركت قلبي زهرة برية ليقطفها حبيبي..* *ليس عندي ما سأخسره* *قال الفتى الجبليّ* *سأمنح قبلتي للريح..* *أشرح ما رواه الظلّ لي وحديقة الرمان* *ليس عندي ما سأخسره.. قال الفتى الجبليّ* *ليل أمامي.. خسرت شال حبيبتي إذ ودعتني وهي تطعنني بدمع بروقها الخضراء* *ليس عندي ما سأخسره* *خسرت صوتي وهو ينده باسمها* *وخسرت نصف القلب.. خسرت لقياها على نبع الكلام.. وربحت خسراني المبين* *ليصعد الشهداء دائي.. ويصعد العشاق من وله غنائي..* *ليس عندي ما سأخسره* *قال الفتى الجبليّ* وفي نهاية الأمسية، بدأت المداخلات من الحضور، وممن شارك بالمداخلات: د. حسين المناصرة، ود. عبدالرحيم جاموس، وإبراهيم التركي (أبوقصي)، وعبدالعزيز المهنا، وآمنة حجّاج (طالبة دكتوراه ومتخصصة في الشعر الفلسطيني)، وغيرهم.