يقول التاريخ أن أي امبراطورية عظمى يجب أن يأتي عليها، بعد سنوات المجد، أيام مظلمة قد تؤدي إلى اندثارها، وربما يكون هذا هو ما يحدث مع نادي برشلونة الإسباني حالياً. وبسطت "الامبراطورية الكتالونية" سيطرتها على عالم الكرة منذ عام 2008 حتى 2012 في حقبة "القيصر" الإسباني بيب جوارديولا، الذي رحل عن النادي، بعد انتهاء ولاية رئيس البرسا الأسبق جوان لابورتا وتولي سلفه ساندرو روسيل المسئولية. ومنذ هذه اللحظة بدأت أعراض المرض تدب في أوصال النادي مؤسسيا وكرويا وفنيا حيث افتقد لمسته الجمالية والعبقرية في الملعب، وعنصري الدهاء والمكر في الادارة المؤسسية والتعامل مع المباريات. ووصلت الأمور لذروتها خلال الموسمين الماضي والحالي بداية باستقالة روسيل وتولي جوزيب ماريا بارتوميو للرئاسة وعقوبة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على النادي بمنع التعاقد مع اللاعبين حتى مطلع 2016 مرورا بالأداء المتخبط للفريق تحت قيادة خيراردو تاتا مارتينو ولويس إنريكي وصفقات أندوني زوبيزاريتا المشكوك فيها نهاية بإقالة الأخير من منصب المدير الرياضي واستقالة مساعده، النجم السابق كارليس بويول. الأمر لا يتوقف عند هذا حيث أن النادي خلال الفترة المقبلة ربما، قد يمر بسيناريوهات أكثر سوداوية على خلفية معطيات كل ما حدث اولها رحيل نجمهم الأفضل وصاحب الفضل الأكبر فيما حققه النادي خلال سنوات المجد، الأرجنتيني ليونيل ميسي. فيما سبق كانت هذه الاحتمالية تعد دربا من الخيال، ولكن التطورات التي حدثت خلال العام الماضي جعلت الأمر يكتسب قدرا من الواقعية حيث أن ميسي تحدث في 2014 ولأول مرة عن احتمالية رحيله عن النادي الكتالوني مع جريدة (أوليه) الأرجنتينية حيث قال "الكرة دوارة حيث ليس كل من يتمناه المرء يدركه، لقد أبديت سابقا رغبتي في البقاء للأبد مع برشلونة، ولكن في بعض الأحيان لا تسير الأمور دائما كما نرغب". التصريح لا يمكن أن يمر مرور الكرام خاصة في ظل كل ما نشر من تقارير حول استياء ميسي من عدم دفاع النادي عنه بصورة مباشرة في قضية تهربه من الضرائب بجانب تعجبه من عدم دفاع النادي عن فرصه في الفوز بجائزة الكرة الذهبية مجددا لعام 2014 بنفس الصورة التي يقوم بها ريال مدريد مع غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو. ولا يجب أيضا نسيان ما نشر حول الخلافات الأخيرة بين ميسي والمدرب الحالي للبرسا لويس إنريكي، الذي لم يدفع به أمس أساسيا في مواجهة ريال سوسييداد التي انتهت بخسارة النادي الكتالوني، وتغيبه اليوم عن حضور تدريبات خفيفة للفريق يقدمها النادي ك"هدية" للأطفال بمناسبة العام الجديد بحجة اصابته بالتهاب في المعدة، وهو الأمر الذي شكك فيه حتى الاعلام الموالي لنادي برشلونة. السيناريو الثاني: أنا أو الفوضى! يقول معارضو الرئيس الحالي لنادي برشلونة جوزيب ماريا بارتوميو، وعلى رأسهم لابورتا، أن الأول وصل لمنصبه بطريقة "غير شرعية ودون انتخابات"، حيث تولى المنصب عقب استقالة روسيل لذا يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة. ويعارض بارتوميو اجراء الانتخابات المبكرة ويصر على أنها ستقام في موعدها خلال 2016 ، حيث يبدي تمسكا شديدا بالمنصب ويعمل على اجراء تغييرات هيكلية وادارية في النادي لإيصال رجاله الموثوق بهم لمناصب معينة، مثل اقالة المدير العام أنطوني روسيتش وتعيين ايجانسيو ميستر، وترقية البرت سولير لمنصب مدير قطاع الرياضة. وكان بارتوميو متمسكا حتى اليوم بزوبيزاريتا في منصب المدير الرياضي للنادي لولا تصريحات الأخير عقب الهزيمة من ريال سوسييداد حينما قال أنه لا يتحمل وحده المسئولية لأنه خلال الوقت الذي تمت فيه الصفقات كان بارتوميو يشغل منصب نائب الرئيس للشئون الرياضية. ويبدو أن بارتوميو يتعامل مع الأمور في ادارة النادي الكتالوني بمبدأ "أنا أو الفوضى"، لذا فإن الخطوة المقبلة بالنسبة له حال حدوث انتكاسة جديدة ربما تتمثل في اقالة لويس إنريكي.