حذَّر استشاري الطب الباطني والعناية المركزة، واستشاري الأمراض المعدية والحميات ومكافحة العدوى والحاصل على الزمالة الكندية الدكتور عوض العُمري من الاتصال الجسدي بالمرضى المصابين بحمى الإيبولا، مؤكدًا على ضرورة ارتداء القفازات ومعدات الحماية المناسبة لحماية الأشخاص عند رعاية المرضى المصابين بالعدوى في المنازل أو المستشفيات مع الالتزام بالمداومة على غسل اليدين بعد زيارة المرضى من الأقارب في المستشفى، وكذلك بعد رعاية المرضى المصابين بالعدوى في المنزل. وقال العمري: "الأشخاص الأكثر عرضة لخطر انتقال العدوى بهذا المرض هم من لهم صلة وثيقة بالمرضى مثل أعضاء الفريق الطبي والصحي لرعاية المصابين بفيروس إيبولا، وكذلك أسرته وأفراد عائلته، كما يمكن أن يتعرض الأشخاص المشاركون في دفن المتوفى الذي مات بسبب المرض لخطر الإصابة إذا لم يلتزموا بالتعليمات الطبية المعتمدة في حالات الأوبئة، كما أنَّ المسافرين إلى المناطق التي يتفشى بها المرض يكونون أكثر عرضة للإصابة به. وبيّن د. العُمري أن النّزيف هو العرض الأكثر إخافة لفيروس إيبولا، إذ يحدث ذلك عندما يبدأ الفيروس بهضم الخلايا والموادّ الكيميائيّة التي توقف الدّم عن التّجلّط، مشيرًا إلى أنَّ هذا الأمر بالغ الخطورة، فحتى ثقب الإبرة في الجلد يمكن أن يسبب نّزيفا بدون توقف، وفي بعض الحالات يبدأ الدم بالتّسرّب من كلّ فتحة في جسم المريض "من العيون, الأنف وحتى بصيلات الشّعر"، كما أنَّه في بعض الأحيان الأخرى فإنَّ أجزاء من الأعضاء الدّاخليّة مثل بطانة الأمعاء قد تتعرض للنزيف أيضًا، وفي الغالب فعندما يحدث هذا فإن المرضى يموتون من تأثير الصّدمة أكثر من تأثير المرض نفسه . العدوى أشار د. العُمري إلى أنَّ "عدوى الإيبولا تنتقل إلى الإنسان بملامسة دم الحيوانات المصابة بالمرض أو إفرازاتها أو أعضائها أو سوائل جسمها الأخرى، وقد وُثّقت في أفريقيا حالات إصابة بالعدوى عن طريق التعامل مع قردة الشمبانزي والغوريلا وخفافيش الفاكهة والنسانيس وغيرها من الحيوانات التي يُعثر عليها نافقة أو مريضة في الغابات المطيرة". الأعراض عن أعراض الإصابة بالمرض أفاد د. العُمري "أنَّ حمى الإيبولا النزفية هي مرض فيروسي حاد يتسم غالباً بإصابة الفرد بالحمى والوهن الشديد والآلام في العضلات والصداع والتهاب الحلق، ومن ثم التقيؤ والإسهال وظهور طفح جلدي واختلال في وظائف الكلى والكبد، والإصابة في بعض الحالات بنزيف داخلي وخارجي. مشيراً إلى أن النتائج المختبرية تظهر انخفاضاً في عدد الكريات البيضاء والصفائح الدموية وارتفاعا في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات". تحاليل تشخيصية وأضاف د.عوض العُمري: "الفيروسات المعقدة مثل فيروس أيبولا تحتاج لكثير من التحاليل والاختبارات التشخيصية للمساعدة على الوصول إلى التشخيص الدقيق والتفريق بينه وبين الفيروسات الأخرى المسببة للملاريا والحمى التيفوئيد وغيرها"، مؤكدًا أنَّه لا يمكن تشخيص حالات الإصابة بعدوى فيروس الإيبولا تشخيصًا نهائيًا إلا من خلال فحوصات مخبريّة دقيقة". رعاية طبية مكثفة ونوّه د. العُمري إلى أن الحالات المرضية الشديدة تستدعي توفير رعاية طبية مكثفة للمرضى الذين يصابون في كثير من الأحيان بالجفاف ويلزم تزويدهم بالسوائل اللازمة بالحقن الوريدي أو عن طريق الفم باستخدام محاليل خاصة، موضحًا أنَّه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فلا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد لحمى الإيبولا النزفية، رغم وجود علاجات حديثة أثبتت نتائج واعدة في الدراسات المختبرية وهي تخضع للتقييم حاليًا". وواصل الدكتور عوض العُمري حديثه بالتأكيد على أنَّ "هناك توصيات طبية عالمية للحد والوقاية من تفشي هذا الوباء القاتل وذلك من خلال تقليل مخاطر انتشار عدوى المرض من الحيوانات البرية إلى الإنسان الناجمة عن ملامسة الحيوانات المصابة بالعدوى، إذ ينبغي ملامسة الحيوانات بارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية المناسبة، كما ينبغي أن تُطهى منتجاتها طهيًا جيدًا قبل تناولها". مكافحة العدوى ألمح د.العمري إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية القائمين على رعاية مرضى يُشتبه في إصابتهم بفيروس الإيبولا أو تتأكد إصابتهم به ينبغي عليهم أن يطبقوا احتياطات وتدابير مكافحة العدوى بشكل أكثر جديّة تلافياً للتعرض لدماء المرضى وسوائل جسمهم أو الاتصال المباشر غير الآمن بالبيئة التي يُحتمل تلوثها بالفيروس، مع التركيز الشديد على مكافحة العدوى من خلال نظافة اليدين الأساسية واستخدام معدات الوقاية الشخصية واتباع ممارسات مأمونة في ميدان حقن المرضى ودفن الموتى.