جددت منظمة الصحة العالمية تحذيرها من خطورة فيروس "إيبولا"، والمعروف سابقاً باسم "حمى إيبولا النزفية"، موضحة أنه يقتل ما بين 25 إلى 90% من المصابين به، منوِّهة إلى عدم وجود لقاح فعال له حتى الآن، غير أن ثمة نتائج إيجابية أُجريت على لقاحات جديدة قد تحتاج إلى سنوات من الاختبار. وبيَّنت المنظمة أن عدوى "الإيبولا" تنتقل إلى الإنسان بملامسة دم الحيوانات المصابة بالمرض أو إفرازاتها أو أعضائها أو سوائل جسمها الأخرى، وينتشر بين صفوف التجمعات البشرية عن طريق سريانه من إنسان إلى آخر، ويحتضنه المصاب في فترة تتراوح من يومين إلى 21 يوماً، يحتاج خلالها إلى رعاية مركزة، وليس هناك من علاج أو لقاح نوعيين مرخص بهما ومتاحين للاستخدام، سواء للإنسان أو الحيوان. ووثَّقت المنظمة حالات إصابة بالعدوى في أفريقيا، عن طريق التعامل مع قردة الشمبانزي، والغوريلا، وخفافيش الفاكهة، والنسانيس، وظباء الغابة، وحيوانات النيص، التي يُعثر عليها نافقة أو مريضة في الغابات المطيرة. وأضافت: "تنتشر لاحقاً حمى الإيبولا بين صفوف المجتمع، من خلال عدواها من إنسان إلى آخر، بسبب ملامسة دم الفرد المصاب بها أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى، كما يمكن أن تؤدي مراسم الدفن التي يلامس فيها المشيِّعون جثة المتوفى مباشرة دوراً في سريان عدوى الفيروس، كما يمكن أن تُنقل بواسطة السائل المنوي الحامل للعدوى خلال مدة تصل إلى سبعة أسابيع عقب مرحلة الشفاء السريري". وتابعت المنظمة تقول: "كثيراً ما يُصاب العاملون في مجال الرعاية الصحية بالعدوى لدى تقديم العلاج للمرضى المصابين بها، حيث تصيب العدوى العاملين من خلال ملامسة المرضى مباشرةً من دون توخي الاحتياطات الصحيحة لمكافحة المرض، وتطبيق الإجراءات المناسبة لرعاية المرضى في محاجر معزولة. وقد يتعرض مثلاً العاملون في مجال الرعاية الصحية، الذين لا يرتدون قفَّازات أو أقنعة أو نظارات واقية، لملامسة دم المرضى المصابين بعدوى المرض، ويكونون عرضة لخطر الإصابة بعدواه". وعن أعراض الإصابة بالإيبولا، أشارت المنظمة إلى إصابة الفرد بالحمى والوهن الشديد والآلام في العضلات والصداع والتهاب الحلق، ثم التقيؤ والإسهال وظهور طفح جلدي واختلال في وظائف الكلى والكبد، والإصابة في بعض الحالات بنزيف داخلي وخارجي على حدٍ سواء، وتظهر النتائج المختبرية انخفاضاً في عدد الكريَّات البيضاء والصفائح الدموية، وارتفاعاً في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات". وأفادت المنظمة أنه لا يمكن تشخيص حالات الإصابة بعدوى فيروس "الإيبولا" تشخيصاً نهائياً إلا في المختبر، وذلك من خلال إجراء عدد من الاختبارات المختلفة مثل مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم، واختبارات الكشف عن المستضدات، واختبار الاستعدال المصلي، ومقايسة المنتسخة العكسية للتفاعل، والبوليميراز المتسلسل. وحثَّت المنظمة على توفير رعاية مكثفة للحالات المرضية الشديدة، والذين قد يصابون جرَّائها في كثير من الأحيان بالجفاف، لذلك يلزم تزويدهم بسوائل الإماهة بالحقن الوريدي أو عن طريق الفم باستخدام محاليل تحتوي على الكهارل. وأوضحت المنظمة أنه على الرغم من عدم وجود علاج أو لقاح محدد لحمى الإيبولا النزفية -حتى الآن- إلا أن العلاجات بالأدوية الجديدة أظهرت نتائج واعدة في الدراسات المختبرية، وهي تخضع للتقييم حالياً، ويجري اختبار العديد من اللقاحات، وقد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل إتاحة أيٍّ منها. يذكر أن أول ظهور للمرض رسمياً كان في مارس الماضي في غينيا، ومنذ ذلك الحين، انتشر المرض إلى ليبيريا وسيراليون ونيجيريا، ونشرت منظمة الصحة العالمية بياناً، اليوم الثلاثاء، قالت فيه إن عدد ضحايا حمى إيبولا غرب إفريقيا ارتفع إلى 887 شخصاً، بالإضافة إلى إصابة 1603 آخرين بالعدوى. ويرى متخصصون أن السبب الرئيس للتفشي الكبير للمرض، هو المناطق التي ظهر فيها، والتي تفتقر إلى نظم الرعاية الصحية الكافية، كما أنها غير قادرة على توفير العلاج اللازم للمرضى أو أدوات الوقاية الشخصية للعاملين في مراكز الرعاية الصحية وكالات