تشهد العلاقات الثقافية بين المملكة ومصر تطورًا كبيرًا خلال الفترة القادمة، حيث ستكون هناك اتفاقية تعاون ثقافي في مجال النشر تتيح مستقبلا للمبدعين السعوديين نشر وتوزيع كتبهم في مصر عن طريق الهيئة المصرية العامة للكتاب، وللمبدعين المصريين نشر وتوزيع كتبهم في المملكة عن طريق الأندية الأدبية السعودية. وجاء ذلك ضمن ليلة ثقافية مصرية سعودية حافلة شهدتها العاصمة الرياض، بحضور حشد من الأكاديميين والنقاد والمبدعين المصريين والسعوديين والتونسيين والسوريين والجزائريين وغيرهم من الدول العربية، أكدت عمق العلاقات الثقافية بين البلدين وامتداد التواصل التاريخي المتجذر بين مصر والجزيرة العربية منذ خليل الله إبراهيم وزوجته هاجر المصرية عليهما السلام. وتضمنت الليلة التي أقامها المكتب الثقافي المصري بالرياض، برعاية السفير عفيفي عبد الوهاب سفير جمهورية مصر العربية بالمملكة، وإشراف المستشار الثقافي المصري رئيس البعثة التعليمية بالمملكة، الدكتور محمد عثمان الخشت، العديد من الفاعليات الثقافية والشعرية والموسيقية، حيث تمت مناقشة تطوير العلاقات الثقافية المصرية السعودية، وإقامة أمسية شعرية للشاعر أحمد قران الزهراني، مدير عام الأندية الأدبية بوزارة الثقافة والإعلام السعودية، ثم مقطوعات موسيقية من روائع أم كلثوم للفنان المصري أحمد زويل. وقد بدأت الليلة الثقافية الفنية التي قدمها الشاعر والإعلامي السيد الجزايرلي بكلمة للمفكر المصري الدكتور محمد عثمان الخشت عن العلاقات الثقافية المصرية السعودية بين الواقع واستشراف المستقبل، أكد فيها أن العلاقات الثقافية بين البلدين هي امتداد للتواصل التاريخي المتجذر بين مصر والجزيرة العربية منذ خليل الله إبراهيم وزوجته هاجر المصرية عليهما السلام، مشدداً على أن العلاقات المصرية السعودية هي علاقة مصير واحد، وليست مجرد علاقات بين دولتين بينهما مصالح مشتركة. ودعا الخشت إلى تحويل "الكيمياء المشتركة" بين البلدين إلى "شراكة استراتيجية" وخطط تنفيذية، كما طرح بروتوكولا للتعاون بين المكتب الثقافي والأندية الأدبية بالمملكة. ومن جانبه أشاد الشاعر الدكتور أحمد قران الزهراني بعمق العلاقات الثقافية بين مصر والمملكة، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد تطورًا ملحوظاً في العلاقات الثقافية بين الأندية الأدبية في المملكة والهيئة المصرية العامة للكتاب. وفي الجزء الثاني من الأمسية الشعرية التي لم تغب عنها الأجواء الموسيقية، تحدث الشاعر الدكتور أحمد قران الزهراني عن تجربته الشعرية الغنية، التي أدهش فيها الحضور بقراءة عدد من قصائده، وعلى وجه الخصوص من ديوانه الأخير "لا تجرح الماء" الذي كان موضوعًا للأمسية وعنوانًا لها، وبعد أن قرأ الزهراني مجموعة من قصائده المميزة فتح المجال للمداخلات التي أثرت الأمسية وجعلت الجزء الأخير منها حوارًا مفتوحًا مع الشاعر من خلال إضاءات نقدية للدكتور معجب الزهراني، وفالح العنزي ممثلا عن النادي الأدبي بالرياض ومهرجان الجنادرية، والدكتورة شادية شقروش الناقدة الجزائرية، والشاعر عماد قطري، والدكتورة زاهية جويرو الناقدة التونسية، والإعلامي خالد الخضري، والمسرحي نايف البقمي، والمستشار الطبي د. هشام شيحة من السفارة المصرية، ود. علي نور الدين والمهندس حسني أبو الفضل من مصر، وغيرهم من الحضور من النشطاء المصريين.